مهارات.. اضبطها وإلا..!

في رأيي المتواضع أن تطوير الذات والاهتمام بها يأتي في المرتبة الثانية بعد الإيمان والإسلام؛ إذ إن هذه الذات والنفس لو صلحت لصلح حال الإنسان، ونما فكره وعقله، وعمله، ونجح في حياته.

هناك مهارات لا بد من اعتيادها والتدرب عليها وتطبيقها؛ “فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم”، هذه المهارات نحتاجها سيما في عصرنا، نظراً لأهميتها في الارتقاء بعقولنا، وأنفسنا وأفكارنا وسلوكنا.

كثيرة هي المهارات، لكن أهمها:

– مهارة ضبط اللسان:

بات السب والشتم يسوق ليل نهار عبر الإعلام الجديد منه والقديم، سلم الكفار من ألسنتنا، ولم يسلم منها من يشاركنا الجوار، والإسلام، والوطن، لو تأملنا في المحرمات التي نهى عنها الإسلام لوجدنا أكثر المحرمات قولية باللسان، فالكلمة سلاح ذو حدين، فهي كما تبني قد تهدم، وكما أنها قد تصلح فقد تولع الحروب بين الناس.

وقد قال الشاعر:

جراحات السنان لها التئام            ولا يلتام ما جرح اللسان

يقول عليه الصلاة والسلام: “من ضمن لي ما بين لحييه وفخذيه ضمنت له الجنة”؛ فلنجتهد في ضبط هذه المهارة.

– مهارة ضبط الأصابع:

وهي خاصة بمستخدمي وسائل التواصل، ممن جعلوا جوالاتهم نقاط مرور للخطايا سواء كانت شتماً وبهتاناً، ونشر إشاعات، وأخباراً مغلوطة، ونشر فضائح الناس على الملأ.. “الخطيئة” لديهم تمر بثلاث مراحل: نسخ، ولصق، وإرسال! وينسون أنهم قد يشاركون في الإثم مؤلف تلك الخطايا!

– مهارة ضبط النفس:

ما الذي يحدث لو غضب الإنسان؟

أثناء الغضب قد يطلِّق الرجل امرأته، قد يتفوه بعبارات يندم عليها، يظلم، يقسو، يعنّف، يضارب، يقتل.. إلخ، إضافة للأمراض النفسية التي تلحق بصاحبها، لمّا نعرف حقيقة وآثار الغضب أول ما يخطر في علاجه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لما طلب منه أحد الصحابة أن يوصيه؛ فقال له: “لا تغضب”، فرددها مراراً: “لا تغضب”، إذا أردنا ضبط هذه المهارة وضبط أنفسنا فلنبتعد عن مواطن وأسباب الغضب لننجو، وينجو معنا من حولنا.

– مهارة ترك الفضول:

يعرف الفضول بأنه الكلام فيما لا يعني، ولم يعد اليوم الموضوع على ما لا يعني، بل صار الناس يتدخلون لمعرفة تفاصيل التفاصيل في أي حدث أو مشكلة.

وفي الحديث: “من حُسن إسلام المرء تَركُه ما لا يَعنيه”، قال العلماء في فوائد هذا الحديث: ينبغي للإنسان أن يدَع ما لا يَعنيه في أمور دينه ودنياه؛ لأن ذلك أحفظُ لوقته، وأسلمُ لدينه، فلو تدخل في أمور الناس التي لا تَعنيه لتعب، ولكنه إذا أعرض عنها ولم يَشتغل إلا بما يَعنيه كان ذلك راحة له.. فكم يا ترى سنوفر من الوقت والجهد لو ابتعدنا عن التدخل فيما لا يعنينا؟

المهارات التي تحتاج إلى ضبط كثيرة، وما ذكر هناك نماذج، فإما أن نضبطها لنحقق النجاح على المستوى الشخصي والمجتمعي والديني، وإلا فسنظل نعيش سلبياتها!

Exit mobile version