هل ستنهار السلطة الفسلطينية؟!

خلال عشرة أيام، صدرت عدة مؤشرات على وجود احتمالات لانهيار السلطة الفلسطينية.

في الأسبوع الماضي، وبعد زيارة جون كيري لفلسطين المحتلة، عقدت الحكومة “الإسرائيلية” جلستي عمل خُصصتا للبحث في إمكانية انهيار السلطة، والإجراءات “الإسرائيلية” المحتملة بعد ذلك.

وقبل يومين، وأثناء كلمة ألقاها في “مؤتمر صبان” تساءل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إذا استمر الوضع الراهن، ليس واضحاً كم من الوقت ستبقى السلطة، وأوضح كيري أن أبا مازن يبدو أشدّ يأساً من أي وقت مضى.

ما الأسباب التي تجعل من انهيار السلطة أمراً محتملاً؟

1- انطلاقة انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر، في القدس والضفة الغربية، وبروز جيل من الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يهاجم بجرأة وشجاعة الاحتلال والمستوطنين، بالسكاكين وعمليات الدهس.

2- انسداد الأفق السياسي لإعادة إطلاق مفاوضات فلسطينية صهيونية، بعد رفض نتنياهو وحلفائه أي محاولة لذلك، رغم محاولات جون كيري، إن تعطّل العملية السياسية يعني الركود والموت البطيء للسلطة.

3- استمرار الكيان الصهيوني في سياساته الإرهابية ضد الفلسطينيين، ومواصلة عمليات الاعتقال والاستيطان والتهويد وهو ما يوجّد مناخاً سلبياً جداً ضد الاحتلال.

4- التهديد “الإسرائيلي” الدائم بإزاحة رئيس السلطة الفلسطينية وإنهاء السلطة، وهو تهديد صدر عن عدد من المسؤولين “الإسرائيليين” حلفاء نتنياهو.

5- ضعف شعبية السلطة الفلسطينية، وتراجع ثقة الفلسطينيين بها، وتراجع شعبية عباس، وشعور الفلسطينيين بفشل هذه السلطة في الدفاع عن مصالحهم أو في تحقيق أهدافهم.

6- استمرار الصراعات والخلافات داخل السلطة، بين عباس ودحلان، وبين كبار المسؤولين، وضعف قدرة عباس على عقد المجلس الوطني الفلسطيني لاحتواء الصراع الداخلي، والتمهيد لتركيب السلطة بالتراخي، وفشل الجهود الهادفة إلى عقد المؤتمر الداخلي لحركة “فتح” لتنظيم عملية انتقال السلطة.

7- فشل وحكومته وسلطته في إيجاد حلول لأهم المشكلات والقضايا والأولويات الفلسطينية، ومنها: الدفاع عن القدس والأقصى، ووقف الاستيطان، وقضية الأسرى وكسر الحصار عن غزة وإعادة إعماره، وإتمام المصالحة الفلسطينية، والدفاع عن مصالح الفلسطينيين في لبنان وسورية.

8- تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية، واتساع دائرة الأزمات العربية والصراع في المنطقة، وهذا ينعكس ضعفاً في الاهتمام السياسي بمتطلبات السلطة الفلسطينية، وشؤونها الاقتصادية.

هذه الأزمات تعيشها السلطة الفلسطينية، ويدركها الاحتلال والإدارة الأمريكية والأوروبيون.

لذلك، فإن بعض هذه الجهات ومنهم الأمريكيون، يعملون من أجل تفادي انهيار السلطة، وهم يدعون إلى اتخاذ إجراءات سياسية لصالح السلطة، وتقديم تسهيلات اقتصادية وخدماتية، وتوسيع سيطرتها على المناطق، ووقف السياسات التصعيدية مثل الاستيطان.

لكن سلطات الاحتلال ترفض ذلك، وهي تركز على أولوية وقف انتفاضة القدس، وهذا ما يبقي السلطة الفلسطينية أمام خطر الانهيار، ويعزّز ذلك جمود رئيس السلطة وسوء إدارته، واستمراره في تعطيل القرار الفلسطيني، ورهاناته السياسية الخاطئة، وإفشال المصالحة.

Exit mobile version