كيف تتحرك حماس لدعم انتفاضة القدس؟!

ليس سراً أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى بكل قواها لتفعيل دور المقاومة في الضفة الغربية، وليس سراً القول إن حركة حماس في السنوات الأخيرة بذلت جهوداً كبيرة من أجل إشعال انتفاضة شعبية في الضفة الغربية ضد الاحتلال الصهيوني.

ومن يراقب الأحداث الميدانية في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة يلاحظ اتساع ظاهرة المبادرة الفردية في مقاومة الاحتلال من خلال عمليات الطعن والدهس، كما يلاحظ تنفيذ عمليات عسكرية في الضفة الغربية كان منها أسر ثلاثة مستوطنين صيف عام 2014، وإطلاق النار قرب بيت فوريك في الأول من تشرين الثاني/أكتوبر على ضابط استخبارات صهيوني وزوجته.

وإذا كانت حماس لم تصدر أي موقف يتبنى هذه العمليات، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ووسائل إعلامه اتهمت حماس بذلك، وأكدت أن حماس وحدها هي وراء تنفيذها.

انطلاق انتفاضة القدس في الأول من شهر أكتوبر الماضي يمثّل انتصاراً سياسياً لحركة حماس، ومكسباً استراتيجياً لمشروع المقاومة الذي تحمله.

فالانتفاضة اشتعلت في القدس والضفة الغربية، وانخرطت فيها أهم المدن الفلسطينية، وضمّت شرائح شعبية واسعة، وشباناً وشابات من جميع الانتماءات السياسية والوطنية، واتسعت دائرة المواجهة مع الاحتلال لتمتد إلى معظم مساحة الضفة الغربية. وأحيت هذه الانتفاضة روحية الصمود والمواجهة، وبلغت مستوى رفيعاً من عمليات الاقتحام والمواجهة مع جنود الاحتلال، وكرست ثقافة الشهادة، وأظهرت ضعف الاحتلال وأساءت لصورة جيشه، ودفعت مسؤولين إسرائيليين للتحدث عن إمكانية استمرار الانتفاضة لوقت طويل.

صحيح أن قرار إطلاق انتفاضة القدس لم يكن نتيجة كبسة زر عند حماس أو غيرها، بل هو عمل تراكمي ناتج عن التمسك بالحقوق، ورفض للاحتلال وممارساته.

لكن الصحيح أيضاً أن انتفاضة القدس هي تتمة لانتفاضات الشعب الفلسطيني، واستكمال لمشروع مقاومة الاحتلال.

لذلك فإن المراقب لنشاط حركة حماس ومواقفها السياسية والإعلامية يلاحظ أن الحركة تعمل على ما يلي:

1-  دعم انتفاضة القدس، وتفعيل المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق.

2-  حماية الانتفاضة سياسياً، وتوفير حاضنة سياسية فلسطينية دعماً لأهدافها، ومنعاً لتطويقها سياسياً من خلال حرفها عن أهدافها أو تجاوزها من خلال تنازلات، مثل الاتفاق الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الأردن حول صلاة المسلمين وزيارة غير المسلمين.

وتتابع حركة حماس الانتفاضة بشكل إعلامية قوي، وتلعب القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحماس أو المقربة منها دوراً كبيراً في التعبئة السياسية والفكرية، وتبنّي المواجهات والتحريض على ضرب الاحتلال بكل الوسائل.

ولاحظت الجهات المراقبة أن الماكينة الإعلامية التابعة لحماس تضخّ يومياً عشرات الإنتاجات لدعم الانتفاضة، وإظهار ممارسات وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين والجامعات والنساء والمقدسات، وعمليات الإعدام.

وتبذل حركة حماس جهوداً سياسة مع جميع القوى والفصائل الفلسطينية من أجل رفع مستوى التنسيق والتعاون لدعم انتفاضة القدس وحمايتها، باعتبارها إنجازاً وطنياً فلسطينياً خالصاً، وحّد الفلسطينيين في الداخل والخارج، وأعاد الاعتبار للقضية، وأكد على موقع وأهمية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأثناء زيارة الدكتور موسى أبو مرزوق الأخيرة إلى بيروت، عرض على القيادات الفلسطينية فكرة تشكيل إطار قيادي فلسطيني تنسيقي لدعم الانتفاضة. ولقيت الفكرة ترحيباً من مختلف القوى، وتمّ التداول في أفكار عملية قد تبصر النور في الأيام القادمة، على قاعدة الوحدة الوطنية ومواجهة الاحتلال.

Exit mobile version