“حماس” في جنوب أفريقيا.. الدلالات السياسية

كان لزيارة وفد قيادي من حركة “حماس”، برئاسة المجاهد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، جنوب أفريقيا نتائج سياسية مهمة.

فهذه الزيارة على هذا المستوى كرّست مسيرة من التواصل بين حركة “حماس” وجنوب أفريقيا، حيث عقدت لقاءات كثيرة سابقة، وكانت هناك اتصالات على مستوى المسؤولين الرسميين والحزبيين في جنوب أفريقيا.

وتعتبر جنوب أفريقيا علاقتها مع “حماس” بأنها امتداد لعلاقتها مع الشعب الفلسطيني وقواه المطالبة بالحرية، ولطالما وقفت جنوب أفريقيا إلى جانب الشعب الفلسطيني ماضياً وحاضراً، وتعتبر المسيرات الشعبية في جنوب أفريقيا الداعمة لفلسطين من أكبر مسيرات العالم، كما أن القوى السياسية والمدنية في جنوب أفريقيا تعتبر نفسها معنية بنقل تجربتها في التحرّر من الاستعمار للشعب الفلسطيني.

في الزيارة التقى الوفد رئيس جنوب أفريقيا رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم جاكوب زوما، وجرى التوقيع على رسالة نوايا مشتركة مع حزب المؤتمر الوطني، للاستفادة من تجربة الحزب في التحرر ومواجهة النظام العنصري.

وتم التأكيد في الزيارة على رفض الاحتلال والعنصرية في جنوب أفريقيا وفلسطين، وأكد رئيس جنوب أفريقيا وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني، ورفض كل أشكال العنصرية.

تعتبر زيارة حركة “حماس” لجنوب أفريقيا مهمة جداً، فهذه الزيارة وبهذا المستوى هو دليل على قوة “حماس” وحضورها الإقليمي، ولجنوب أفريقيا حضور سياسي ودبلوماسي مؤثر على المستوى الدولي.

وأحدثت هذه الزيارة انزعاجاً شديداً لدى الكيان الصهيوني الذي قام باستدعاء نائب السفير الجنوب أفريقي في فلسطين المحتلة.

ويخشى الكيان الصهيوني من أن تكون هذه الزيارة بداية كسر قطيعة دولية مع حركة “حماس” أكبر قوى المقاومة في فلسطين.

كما أن الكيان الصهيوني يتخوف من أن تتلاقى أفكار قيادة جنوب أفريقيا ومسيرتها النضالية الطويلة مع أفكار حركة “حماس”.

فنضال شعب جنوب أفريقيا وقواه السياسية أسقطت النظام العنصري وأوصلت المناضلين إلى الحكم، وقضت على نظام العزل، وأوصلت قيادة المقاومة برئاسة مانديلا وغيره إلى الحكم، وحاكمت الذين تسببوا في مجازر وعذابات أهالي جنوب أفريقيا.

وهناك أوجه تشابه كبيرة بين نضال الشعب الفلسطيني ونظيره الجنوب أفريقي، كما أن هناك أوجه تشابه كبيرة بين نظام حكم الإرهاب والفصل العنصري (أبارتهايد) الذي حكم جنوب أفريقيا عشرات السنين، والكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويعذّب أبناءها.

وكانت أوجه التعاون السياسي والعسكري بين نظام الحكم في جنوب أفريقيا الذي تمّ إسقاطه، والكيان الصهيوني كبيرة جداً، ومن ذلك الدعم العسكري الذي كان يؤمنه نظام الفصل العنصري لسلطات الاحتلال.

اليوم، يخشى الكيان الصهيوني من أن تكون زيارة “حماس” لجنوب أفريقيا “فأل سوء” عليه، خاصة أنها تتزامن مع انتفاضة الحرية والاستقلال التي يخوضها الشعب الفلسطيني، والتي تحظى باحترام العالم.

ولا شكّ أن الزيارة في هذا التوقيت تعتبر نجاحاً لحركة “حماس”.

Exit mobile version