رجال السيسي يطالبونه بدفع الفاتورة

محمد ثابت

أخبار سارة في قلب “محزنة الأخبار”، برأي الأهل والأحباب والأصدقاء من أهل الجنوب.. الصعيد، التي تسوقها إلينا صحافة الانقلاب صباح مساء.. فتشتعل صفحات التواصل الاجتماعي مشاركة وتعقيباً.. وإعجاباً، فمن مفارقات “الفيس بوك” و”توتيتر” إننا نسجل إعجاباً، وما يوافقه من مصطلح.. لسيء الأخبار على اعتبار أننا نمقتها، فنعجب لنصور فرط كرهنا، أما في عالم الحقيقة فإن الانقلابيين يقودوننا لمحازن تعلي من الضغط والسكر واسمها لدينا “مهازل” تثبت إن العسكر غير مؤهلين لحكم مصر، وكل ساعتين تتصدى لنا أخبار “تفت في عضدنا”.. ولا نعرف إن عقلية “إرهابية “حقيقية انقلابية جبارة وراء “فشنك” الاحتفاء بالأخبار المحزنة تصيبنا باليأس الشامل.. وتجعل ضوء الغد المقبل أقل إشراقاً في أنفسنا.. ونحن ما زلنا نشارك ونعلق و”نعجب”.. هذا غير ما نصبر به أنفسنا من “انتصارات” زائفة بأخبار مخابراتية بامتياز..

في أعماق قلب هذه الأخبار جاء خبران وصورة.. جاءا صادقين مبشرين بغد أكثر إشراقًا قريباً من نتائج خطايا الانقلابيين.. وإن استمرتْ لبعض الوقت مسيرة الانقلاب إلا إن مثل هذه الأخبار كافية لبث الطمأنينة، إلى إنه إلى زوال، والربط على القلب المتعب.. فإن الجمال في أعمق وأبسط تعريف له.. اتساق المقدمات مع النتائج.. وقد بدت المرحلة الوسطى بين المرحلتين تطل برأسها!

 (1)

الخبر الأول نشر الأربعاء 15 من أبريل بعدد من المواقع الإلكترونية.. وهو يقول باختصار: أمين شرطة في شبين الكوم استوقف في احد الأكمنة ضابطاً طياراً، المفروض عادي، لكن الأخير رفض إبراز رخص القيادة وما إليه، رغم إن الشرطة لا همّ لها في مصر سوى “العكننة” على خلق الله بالأكمنة.. المهم مع رفض الضابط أصر الأمين، هل يعلمون أن لا يوجد مسمى أمين شرطة في العالم إلا في مصر؟ وإنها مرتبة اخترعها السادات في الشرطة بعد أحداث 17، 18 يناير 1977م، وإن الأمين لا سماء وصل ولا أرض عايش، المهم إن ضابط الجيش يعرف إنه لا أهمية للكمائن، ولأن أمين الشرطة يعرف إنه لا قيمة لضابط الجيش، وإن كان ضابط طيران، ولإن الاثنين يعلمان ويعرفان إنه لا قيمة في مصر ولا دول العالم الثالث للقانون، بل إنه لا يستحق قيمة زجاجة الحبر الفارغة الذي كتب بها.. فقد تماسكا بالأيدي كما الأطفال الصغار، عفواً كما الصبيان أبناء الشوارع، أما أمين الشرطة فقد “جر” الضابط إلى “القسم” وهناك تم “تقسيمه” كنهيبة بين الضباط والأفراد.

   ولمن لا يعرف قسم الشرطة في مصر.. يكفيك أن تعلم إنك بعد دخولك “قيمتك” مكالمة هاتفية.. بقرش أو فلس أو سنت.. المهم إن كنت تعرف أحداً فليأتي لإنقاذك وإلا فستعقد عليك حفلة.. أو مهرجان لكل أنواع الحيوانات المألوفة وغيرها، بعد المكالمة أتت الشرطة العسكرية، التابعة للجيش فحاصرت القسم بمن فيه وأخرجت الضابط بالقوة، فما كان ممن “كانوا” يغلقون القسم بالحديد، وقد أُغلقَ عليهم، ما فعلوه بالناس سيفعل فيهم، برأي الراحل سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت، وهنا ثارت ثائرتهم وهتفوا ضمن ما هتفوا:

ـ يسقط .. يسقط حكم العسكر!

إن هؤلاء في حقيقتهم “عبيد” لدى من يدفع فيهم أكثر، ولا أمان ولا سلام مع أمراضهم النفسية  لانوا للإخوان لكن لما “شموا” مصلحة لدى العسكر فروا إليهم.. بلا مبدأ ولا دين ولا مجرد وطنية..

  وإن “الجمال” القادم بقوة، والمخفي تحت السطح، وإن تأجل الإعلان عنه طويلاً بحسابات الأيام والليالي القاصرة إن الله تعالى لم يكن ليصلح أمر هؤلاء “المفسدين” وكما خانوا الإخوان سيخونون أنفسهم.. فقد حاولوا خداع الله تعالى.. وهو سبحانه خادعهم..

 (2)

    الخبرالتالي نشرته جريدة الوطن الانقلابية بجدارة:

عند منزل جسر في القاهرة، ألقت الشرطة القبض على “وكيل للنيابة” في وضع مخل بالآداب، رغم إن السيارة زجاجها مانع للرؤية .. وسواء أكانت القصة حدثت أم تم تلفيقها لـ”الوكيل” لشجار بينه وبين ضابط الشرطة، فإن الحقيقة إن الشرطة هي القاسم المشترك الآن في الوطن “الخرب”، وهي لا تريد لوكيل نيابة أن يصدر قراراً ولا لجيش أن يحد من سيطرتها، وإن الفواتير على السيسي أن يدفعها لجميع من “حملوه” إلى حكم مصر ووعده بـ”الباطل” وحسبوا إن وعده كان حقاً، وإلا فإن الشرطة شريكته في المسؤولية ستقول له:

ـ يسقط .. يسقط حكم العسكر!

   فعلت الداخلية ذلك مع المستشار حسن النجار منذ أيام وهو رئيس محكمة مصرية، ومحافظ سابق لكفر الشيخ.. قبضت عليه من الشارع ورفعت عنه الحصانة وأوقعت عليه حكماً بالحبس ظلماً.. حبسته ولفقت له التهمة.. واليوم وزير الداخلية الجديد يهدد الإعلاميين إن فتحوا فمهم ذاكرين مساوئ الداخلية الحقيقية..

   إنهم يتنازعون “تورتة” الوطن بعد أن عصفت به الشدائد.. ويتناسون إنها “عفنة”..

 (3)

الصورة من داخل مدارس فضل بفيصل.. ومئات الصغار والصغيرات يهتفن بأن الفكر يحارب بالفكر لا بالحرق!

   والكل يعرف ما حدث في المدرسة منذ أيام إذ قامت موتورة في منصب مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة بحرق مؤلفات للراحل الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر المبدع، والشيخ علي عبد الرازق وغيرهم من كتب الإسلام الصحيحة، بدعوى محاربة الإرهاب، والسيدة هذه باختصار كانت مرشحة لوزارة التعليم عقب الانقلاب، فلما لم يحدث ما تريد.. افتعلت هذه “المجزرة”، فلما خاف وزير التربية والتعليم على نفسه ومنصبه أحالها للتحقيق، وكلها معلومات من صحف انقلابية تفتخر بأنها تحرق الوطن بالتركيز على التفاهات من باب “طائرة تصطدم بميكروباص”، و”طائرة تصطدم بميكروباص كلاكيت ثاني مرة”، والحمار تم تغييره في حديقة الحيوان بـ”شيتلاند”، وهلم جرا.. ولكن صحيح الأخبار “يتساقط” من بين أيديهم المرتعشة.. لما خاف الوزير أحالها وبقية أعضاء “المحرقة” وفي أيديهم أعلام مصر إلى التحقيق فقالت السيدة “كشك”: إنها قامت بالمحرقة بأوامر سيادية..

    وحدهم الصغار الذين هتفوا ضد هذا “الهراء” هم الكبار الذين نأمل أن “يحرقوا” فواتير من لم يستطيعوا حب أو حكم هذا البلد.. ليكونوا الكبار الحقيقيين مستقبلاً..

Exit mobile version