باب ما جاء في “عاصفة الحزم”!

علي بطيح العمري

 

ثم دخلت سنة ست وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة، وفي الخامس من شهر جمادى الآخرة حدث فيها أمر جلل، حيث شهد معركة “عاصفة الحزم”، وهي معركة حامية الوطيس بين العرب خاصة الخليجيين، وبين الحوثيين المدعومين من الفرس! ومعركة “عاصفة الحزم” ليست معركة بين السُّنة والشيعة كما يروج بعضهم، بل هي بين العرب المسلمين والفرس الصفويين، فإيران تتدخل في شؤون اليمن، وهي تريد أن تصنع من الحوثيين يداً تبطش بها، فلابد من “كنس” فلول إيران.             

من مشكلات العرب أن يحول السياسي النظام الجمهوري إلى نظام مستبد، فاليمن جمهورية رئيسها يأتي بالانتخابات التي ينص عليها النظام الجمهوري، لكن الرئيس المخلوع “علي صالح” يريد توريثها ولو بالقوة، فقد ماطل في قبول الاتفاقية الخليجية التي تنص على تركه للسلطة، ثم تركها بعد أن تم إحراقه من قبل اليمنيين، وها هو يتدخل مستغلاً حرسه القديم لترسية الحكم لابنه عبر مساعدة الحوثيين للوصول للسلطة.

الحوثيون قوم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، دُعوا للحوار فأبوا، ولا يعترفون بأي اتفاقية، فطبيعي أن ينفد صبر الخليجيين على “مليشيات” خرجت على حاكم نظامي، وعلى “شلة” خربوا المساجد، وقتلوا العلماء، ونشروا الفساد ونهبوا الثروات!       

إيران وعبر قنواتها تتباكى على الأطفال والنساء في هذه المعركة، وتطالب بعدم التدخل في شؤون الدول!

وهي رسالة تنضح مكراً وسذاجة، ألم تتدخل هي في سورية وشاركت في قتل الأبرياء؟ ألم تحتل العراق ومن قبل الأحواز وأذاقت أهلها الأمرار؟! فأين غابت إنسانيتها المزعومة؟

خطر الحوثيين ليس فقط على اليمن، إذ سيمتد إلى دول الجوار، فقبل فترة قاموا باستعراض أسلحتهم وبمناورة عسكرية على الحدود السعودية، وقد قال قائلهم:

“أشتي حقي مو خايف، من صلالة للطايف”، هذا كان شعار الحوثي عند دخول صنعاء، وخارطة “الحوثيين” تظهر أن اليمن قاعدة لضم مناطق أخرى من الخليج.

التدخل في اليمن قرار إستراتيجي لمنع الحرب الأهلية بين اليمنيين، ومنع أن تكون اليمن مأوى لـ”القاعدة” و”داعش” والإرهاب الحوثي، والاحتلال الصفوي؛ فإيران تريدها “حزب الله” اليمني على غرار “حزب الله” اللبناني!

في “عاصفة الحزم” عداوتنا وخصامنا ليس مع اليمن وأهل اليمن العقلاء والشرفاء، وإنما مع “شرذمة” اختطفت اليمن وأعلنت عداءها للمسلمين فخربت المساجد ومارست القتل والترويع!

أخيراً..

على وقع هذه المعركة ودوي مدافعها وبداية انتفاضة العرب، يتطلع أهالي سورية والأحواز والعراق إلى “فزعة” العرب، وأن تدركهم “النخوة” العربية على غرار ما حصل في اليمن كي تعاد إليهم كرامتهم، فهم يعانون الظلم والتدخل الصفوي العابث، ولعل “عاصفة الحزم” تكون بداية فجر جديد للعرب بالثقة ومواجهة التحديات، والضرب بيد من حديد تجاه من يهدد أمنهم واستقرارهم.

 

 

Exit mobile version