الإصلاح قادم

 

مبارك الدويلة

تجمع ساحة الإرادة نجح في تحقيق أهدافه، ذلك أنه كسر حاجز الخوف الذي أوجدته عملية سحب الجناسي، وبدأ الناس بالتعبير عن اعتراضهم على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد، بعيداً عن الهاجس الأمني الذي أوجدته سياسة القبضة الأمنية في نفوس المواطنين الشرفاء، ولم تأبه لها نفوس المتطاولين على المال العام والذوق العام!

في التجمع القادم ستشارك مجاميع لم تشارك بالأمس، إما لتخوفها من فشل التجمع بقلة الحضور، أو بسبب المقولة الكويتية «حنشوف شيصير لهم بعدين نقرر»! ولأن التجمع كان هادئاً وبعيداً عن الاستفزازات والتوترات المعهودة، وحضرته أعداد تعتبر كبيرة قياساً إلى الظرف الذي يمر به البلد، لذلك سيشارك هذا الفريق بالتجمع القادم! ولأن العدد سيزيد، فسيتم التركيز على مطالب محددة، وستشكل ضغطاً على الحكومة التي تعلم أنها تغرد في الساحة وحيدة بوجود مجلس أمة لا يعول عليه!

كنت أتمنى أن يكون التنظيم أفضل مما كان لعدم تحديد جهة يناط بها الدعوة للتجمع، وتتكفل بترتيب فقرات للتجمع، حتى وإن كان اعتصاماً صامتاً، فالصمت له مدلولاته المؤثرة إن تم الحدث بشكل صحيح، وقد أحجمت الكتل السياسية التي حضرت اجتماع الأغلبية قبل الحدث بيومين عن الدعوة، ظناً منها أن التكتل الشعبي سيدعو إلى حضور التجمع، لكن يبدو أن الإخوة في «حشد» كانوا مشغولين في ترتيب البيت من الداخل، واختيار أمانتهم العامة، ولم يتمكنوا من الحث على الحضور إلا في ليلة الحدث، ومع ثقتنا بالشباب والأفراد الذين دعوا للتجمع، فإننا نتمنى أن يتم التنسيق مع بقية الشركاء في المناشط القادمة، فالجميع يسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها، لكن التنظيم سبب للنجاح، كما هي الفوضى من عوامل الفشل! وصدقوني الإصلاح قادم لا محالة، وبإذن الله.

البعض ينزعج إن تم انتقاده، وبدلاً من إزالة اللبس وإبداء وجهة نظره ومبرراته يقوم بالهجوم المعاكس عليك وعلى تيارك، ويبدأ يطعن بنواياك ويشكك بانتقادك، ولو كنت انتقدته بكل أدب ورُقيّ.

أستغرب كما استغرب آخرون تحميل الحركة الدستورية الإسلامية كل مشكلات الكويت، بل والخليج أيضاً! فعندما تتم الدعوة من جهةٍ ما إلى نشاط معين يقوم أعداء الحريات وخصوم التيارات السياسية بتحميل الحركة مثالب الدعوة، ويتهمونها بالعمل على زعزعة أمن واستقرار البلد! وإن صدر من أحد المحسوبين على الحركة توجيه بالاعتدال بالطرح والبعد عن التأزيم، قام بعض شباب الحراك والمحسوبين عليهم بانتقاد الحركة واتهامها بإجهاض النشاط قبل أن يبدأ!

أكثر تيار سياسي يتم انتقاده يومياً بالطالعة والنازلة هو تيار الحركة الدستورية الإسلامية؛ لذلك لم نعد نهتم بالنقد من أجل التجريح والتشويه، بل نهتم كثيراً بالنقد البناء الذي يصدر من محب، ومن متمنٍّ لنا بالتوفيق وعدم التعثر!

مع أن الحركة أكثر تيار تضرر بسبب مواقفه واعتدال طرحه، وتتعامل معه الحكومة بالإقصاء، كما يحدث بعدة وزارات أشرنا إليها سابقاً، فإن هناك من ما زال يعتقد أن الحركة قلبت ظهر المجن للمعارضة، وأصبحت تنسق مع الحكومة (!) قليل من الإنصاف يا قوم..!

Exit mobile version