إلى هادي: بإمكانك أن تكون رجلاً فهل تفعلها؟!

خالد زوبل

 

 

 

 

 

خالد زوبل

يرى مراقبون أن بيان عبدربه هادي شكّل صفعة قوية للحوثيين وأجنحة صالح، كونه ألغى اتفاق “السلم والشركة”، وكافة تعيينات ومراسيم الانقلاب، فيما رأى الأكثرون أنه تخدير من بقية التخديرات التي مارسها هادي خلال فترة حكمه الانتقالية، ولا عجب فإن من عقوبة الكاذب أن الناس لا تصدقه حتى وإن صدق كما يقول السلف الصالح.

وتواريخ الزعماء أيّاً كانوا إما نذالات أو نضالات، والأخ عبدربه هادي أدمى الشعب اليمني بالأولى، وما زلنا نؤمل فيه الثانية، كونه آخر قشة تمثل الشرعية الوجودية للدولة أو سنتجه جميعاً لحكم المتغلّب والمليشيات!

نعم نؤمل فيه الكثير ليس لأنه هادي، بل لأنه الشرعية التي بحثنا عنها في مدرجات كأس الخليج بين جماهير الشعب اليمني وأعلامه أملاً أن نسعد كغيرنا من إخوتنا الأشقاء بعد سقوط العاصمة!

وليس لأنه هادي، بل لأن الدولة المركزية برغم ضعفها هي العاصم المؤسساتي من الانفلات الأمني الحاصل في بعض دول المنطقة المجاورة!

وليس لأنه هادي بل لأنه الشرعية الوحيدة السياسية التي يمكن أن يلتف حولها الوطن لإنهاء مشاريع الظلام وعصابات الارتزاق ومليشيات الحوثيين ومناصريهم من أتباع علي صالح!

نعم بإمكانك يا هادي أن تكون رجُلاً، فكل مقومات القوة معك، فمعسكرات كثيرة ما تزال لم تطلها أيادي العبث، وهناك ألوية شعبية ورجال أحرار مرابطين في سفوح جبال وسهول المحافظات تفوق أعدادهم عتاد السلاح المنهوب، تنتظر الإمرة فقط وإعلان النفير العام.

وهناك الإجماع الشعبي والمتظاهرات المتزايدة يوماً بعد يوم، وحالة الاحتقان والسيول الهادرة التي تنتظر فقط إشارة منك لتجرف هذه النفايات التي شوّهت يمن الحضارة والعروبة والتاريخ.

هناك أيضاً دول الخليج التي أحست بالخطر الوجودي المهدد لحدودها في ظل تصارعها مع إيران، فيمكن استثمار وقوفها في قلب موازين القوى، وتقليص النفوذ الإيراني من مرّان إلى طهران.

وهناك القوة الأخلاقية وعدالة القضية التي نناضل من أجلها، وهي الدولة اليمنية التي نبغيها، والتي سقط من أجلها آلاف الشهداء، دولة العدالة والقانون والحرية، فيما الطرف الآخر مستمرٌ في الإفلاس والتعرّي الخُلُقي دركاتٍ ودركات.

يا هادي، لقد شرعنت ما يكفي لمليشيات الحوثيين من صعدة إلى عمران إلى صنعاء إلى غرفتك، وها أنت قد خرجت طليقاً، أيّاً كانت طريقة خروجك، فهل ستفيق وتقوم بخطوات عملية لإسقاط الانقلاب، وحينها نعدك أننا سنكفّر عن ماضيك جميعه، وسنكون جنودك، ثق بالله، ثم بشعبك فقط وارتمِ بين الأحرار والمخلصين للوطن، وتذكّر يوم أن ارتميت في أحضان المخلوع وإيران والحوثي ووزير الدفاع الأسبق ووعود بعض دور الجوار الخاطئة كيف فعلوا بك وتركوك تواجه مصيرك بنفسك.

سنرفعك لأعلى القمم إن أحسنت، ولم تخيّب ظنونا فيك.. أو سنكتب على قبرك:

ظلّ حتى آخر نَفَس، يتنفس الخيانة!

 

 

 

 

Exit mobile version