الحوثي.. وشماعة “القاعدة”

صادق الفائشي

 

 

 

صادق الفائشي

لم يعد يخفى على أحد الاستماتة والخبث من قبل الحوثي وإعلام “عفاش” بوصف القبائل الرافضة لتواجد الحوثي في محافظاتهم بـ”القاعدة”، بعد أن دندن الفريقان وصورا للعالم أن القتال الدائر في دماج كان بين الحوثيين والسلفيين، ثم جاء دور عمران وصورا للعالم أن الحرب بين الإصلاح والحوثي، والآن جاء الدور على القبائل؛ فالحوثي وإعلامه يستميت لإيهام الرأي العام أن القبائل هي صنو الإرهاب، وهذه ستكون حجة الحوثي ليُسقط ما بقي من مدن.

هذا الأمر للأسف صدَّقه الكثير من أبناء الوطن، ومثلهم فعل الإعلام العربي والعالمي، لقد استطاع الضخ الإعلامي المضاد للثورة بخبث أن يقنع المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا، وكذلك دول الجوار؛ بأن هناك تماهياً بين القبائل والإرهاب، فاصطف الكثير منهم وراء الحوثي، وأغمضوا أعينهم عن الانتهاكات التي يقوم بها الحوثي، وخرق للاتفاقيات والمعاهدات؛ حتى وصل الأمر بمحاصرة الرئيس والقيادات العسكرية، ونهب المعسكرات، وكل مرة له حجة، وكل مرة له سبب يتضح فيما بعد كذبه.

بينما وقف إعلام الثورة مكتوف اليدين، ولم يستطع أن يفند هذه الفرية بالأدلة، وبات الجميع يفاضل بين الحوثي كحاكم وبين “القاعدة” ركن الثوار والثورة.

لقد سبقنا الحوثي و”عفاش” إلى تلفيق التهم وإلصاق الإرهاب بالقبائل قبل أن يخطر على بالنا أن يكونا بهذه السفالة والفحش في الخصومة، فشوّه اجتماعهم ومقاصدهم في الدفاع عن بيوتهم وقراهم ومساجدهم، وأوهم القريب قبل البعيد أنهم إرهابيون، وقتل من أبناء القبائل الكثير بواسطة الطائرات بدون طيار، وكان هناك من يعمل على نقل صور أعلام “القاعدة” من بعض المناطق، خصوصاً بعد أن سمح البعض بقصد أو بدون قصد برفع أعلام “تنظيم القاعدة” في بعض الأماكن، ولا أشك أبداً أن هؤلاء مندسون كي ينقلوا صورة للعالم تؤيد توجه الحوثي و”عفاش”.

 

لم نرَ لـ”تنظيم القاعدة” عمليات في صعدة لا من قبل الثورة ولا من بعدها، وهذا يترك ألف علامة استفهام حول الموضوع!

ولم نرَ حوثياً واحداً في المدن التي يتواجد فيها “القاعدة” قتل على يد التنظيم، وكل من قتل على يد التنظيم هم جنود أحرار وقفوا مع ثورة “الربيع العربي”.

لقد فطن الحوثي إلى خوف العالم من الإرهاب، فغطى عنفه واستبداده وعدم احترامه لكل الاتفاقيات وتدمير المساجد وإرهاب الناس وإسقاط المحافظات، بل وصل الأمر إلى إسقاط العاصمة، ومحاصرة رئيس الدولة؛ من خلال تبنيه محاربة الإرهاب، والمصيبة أنه لم يواجه أي رد منظم من أنصار الثورة يعري شماعته، والمصيبة الأكبر أن نشطاء الثورة لم يعيروا خطورة المسألة ما تستحقه من اهتمام، رغم أنهم كانوا يلمسون المدى الذي بلغته كذبة الحوثي من خلال إعلامه وإعلام “عفاش”.

لم يأبه الثوار لخبث الحوثي وشريكة و”عفاش” ومدى الفُجر في الخصومة، ومدى استسهالهم في إراقة الدماء من أجل الوصول إلى الكرسي، وكما لم يلاحظ الثوار تحولات في الرأي العام الإقليمي، ومن تراجع في تعاطفه حيال الثورة بسبب القصور الإعلامي الموجه في تفنيد الأكاذيب وكشف ألاعيب الحوثي.

ليس هناك مستحيل، وكسب الرأي العالمي مهم، والأهم من ذلك تفنيد أكاذيب الحوثي وتعريته، أما دول الجوار فنحن بحاجة إلى تعاطفهم، والحقيقة أن الحوثي لا يقتصر شره علينا فقط، فهو سيطال دول الخليج؛ لأنه يد إيران، ولابد أن ندرك أن الحق لا ينتصر إن لم يخدمه أصحابه.

 

 

 

 

Exit mobile version