للحاقدين على الإصلاح: ارتفعوا يرحمكم الله

محمد قحطان

 

محمد قحطان

 

الحاقدون على التجمع اليمني للإصلاح لن يضروه، مهما استماتوا في محاولة ذلك، إلا بالأذى الذي تتركه الكلمة السفيهة والفعل الدنيء في نفس الإنسان الحرّ الذي لا يحبذ السقوط في مستنقع الوقاحات المتبادلة.

ربما لم يدرك هؤلاء بعد أن سلاح الإفك والتلفيق لا يجدي مع هذا الصنف من الرجال؛ لأن الشمس تقتبس من وضوح منهجهم الذي لم يحِد يوماً قيد أنملة عن القرآن الكريم والسُّنة المطهرة؛ ولأن الجبال تتعلم من ثبات مبدئهم الذي تطأطئ الدنيا هامتها لرسوخه؛ ولأن النجوم تغبطهم على مكانتهم في سماوات العزة والكرامة والسؤدد.

الإصلاحيون لا يستحلون أكل لحوم البشر كحال البعض، ولا يطيقون رؤية صور الجريمة فضلاً عن أن يمارسونها.

إنهم لا يستحلون الذبح على الطريقة “الداعشية” كما يفتري عليهم بعض مرضى القلوب الذين يستميتون في محاولة حشرهم في دائرتها المحرمة شرعاً وعرفاً، وإن كانوا أساتذة في فن “الذبح المعنوي” للمنكر المتوشّح بالعجرفة المتناهية في وقاحتها، كذلك هم أساتذة في “دَوس” الصلف الراسخ في بعض رؤوس أسكرها وهْم القوة وأعمتها أكذوبة الاصطفاء.

الإصلاحيون هم الأنقى بشهادة الزمن والأحداث، وهم الأتقى بشهادة الواقع المعاش وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.

 لن يُحشر الإصلاحيون أبداً في زاوية الحرب والموت إلا عندما يستنفذون كل وسائل الدفع بالتي هي أحسن، وعندما يكون البديل هو استئصالهم ووأد الحق الذي يحملون، ساعتها سيفضلون الموت دفاعاً عن مبادئهم ليبقى الحق الذي نذروا أرواحهم لنصرته.

لن تجدوهم في ساحات الموت كما أسلفنا؛ لأنهم لا يغيبون مطلقاً عن ميادين الحياة، ستجدونهم هناك في المستشفيات والجامعات والمدارس والمعاهد والمصانع والمزارع.. إلخ، يُغنون للحياة أغاني الحب والأمل مهما كان الواقع من حولهم سيئاً لا يطاق.

إنهم عشاق حياة لا موت، وأساتذة بناء لا هدم، ورسل محبة لا نُذُر حرب.

الإصلاحيون لا يقدسون أحداً، ولو كان عالماً ربانياً، فضلاً عن أن يكون زعيماً متهالكاً على الدنيا، لأن الجميع في نظرهم بشر يخطئون ويصيبون والعصمة فقط للأنبياء؛ ولأن العبودية لا تكون إلا لله تعالى وحده.. وهم مع ذلك أعظم الناس حباً واحتراماً وولاء وفداء لقياداتهم.

كل حاقد على الإصلاح لن يبوء إلا بـ”أوجاع” القلب واستشراء أمراض الأنيميا والسكر والارتفاع المجنون لضغط الدم؛ فحافظوا على صحتكم هداكم الله.

لقد فضح “الحوثيون” كل أدعياء الوطنية والوسطية المزعومة من قِبَل المناوئين للإصلاح عندما خرجوا على كل شيء، وخرقوا كل الأعراف، فارضين أنفسهم بقوة السلاح على الدولة والشعب في صمت مذل من هؤلاء المسوخ الذين يظل يتراءى لهم سيف “الحوثي” كلما همّوا بقول “ربع” كلمة يحفظون بها ماء وجوههم الصفيقة.

بل لقد اختار أغلبهم الانحناء المخزي أمام العاصفة كما يزعمون، لتنتهي بهم الحال في بيت الطاعة غير المشروطة للحوثي يمجدونه ويقدسونه، في نسيان تام لكل مواقفهم السابقة التي كانوا يحسبونها بطولية، وكنا نحسبها ناتجة عن قناعة وإن كانت خاطئة.

والمفارقة أن هؤلاء هم أنفسهم من كانوا يملؤون الدنيا عويلاً ونعيقاً و”نهيقاً” في وجه الإصلاح دون أدنى سبب إلا لكونهم في طمأنينة جَذّرها جنوح الإصلاحيين الدائم للسلم، وعدم انشغالهم بغير مواصلة قافلتهم لسيرها في دروب شائكة يطغى فيها النباح المتواصل على كل صوت عداه.

الإصلاح يا هؤلاء غير ما أكرهتموه على الرسوخ في أذهانكم.. إنه عكس ما ترجون وأعظم مما تتوقعون.. إنه بكل اختصار “قدَر الله” في أرضه، ولن يكون في النهاية إلا ما قدّره الله، فافتحوا عيونكم واغسلوا قلوبكم من أثر ولوغ الحقد فيها رحمنا الله وإياكم.

وأخيراً، ها هو الوطن قد ترنّح واستلقى تحت ضربات “الحوثيين” ومن خلفهم من الفرس والأمريكيين، وهذه دعوة صريحة لكل دعاة و”أدعياء” الوطنية والحرية وحقوق الإنسان، ولكل من يجد في نفسه ذرة نخوة أن يمسك بقلمه لا بسيفه، وأن يقيم الدنيا في وجه هؤلاء ولا يقعدها حتى يقعدوا هم لتقوم الدولة بواجبها في النهوض بالشعب والوطن.

فهل سيجرؤ هؤلاء أم أنهم سيحتفظون ببقية نخوتهم إن كانت لديهم منها بقية أصلاً؛ ليستعرضوا من خلالها وطنيتهم المزعومة أمام الإصلاح فقط كما هو دأبهم؟!

لقد سقط في اختبار الدين والوطنية كل من رضي بـ”الحوثي” إماماً فصلى وراءه، ميمّماً شطر إيران في صلاة باطلة لن ترتفع فوق رأسه مقدار شبر.. ومن أولئك “الزعيم” الذي لم يعد ملهماً بعد أن جنّد نفسه للحوثي بدافع الرغبة في الثأر والانتقام من خصومه السياسيين.

لقد تحولت الزعامة اليوم للحوثي.. وعلى الرئيس السابق وأنصاره وعلى جميع القوى السياسية الاصطفاف مع الوطن والوقوف ضد أعداء الجمهورية المتمثلين حالياً في الانقلابيين الحوثيين الذين اغتصبوا السلطة بقوة السلاح، وهم في طريقهم إلى إلغاء النظام الجمهوري والعودة باليمن أرضاً وإنساناً إلى العهد الملكي الإمامي الذي ظل يوصف بالبائد طوال الستين سنة الماضية، وها هو اليوم يطل برأسه من جديد على اليمن واليمنيين من كوّة الحركة الحوثية الانقلابية المسلحة التي استوطنت مؤخراً القصر الجمهوري ودار الرئاسة اليمنية في عاصمتنا الحبيبة “صنعاء”.

وأخيراً.. ماذا لو كان الإصلاحيون هم الذين فعلوا كل ذلك؟

 

Exit mobile version