الاصطفاف الوطني لمواجهة الحوثي

إنما مَثُلُ الإصلاح وبقية الأحزاب والدولة اليمنية، كمثل أمٍّ مسكينة اسمها “اليمن” ومعها ستة أبناء

إنما مَثُلُ الإصلاح وبقية الأحزاب والدولة اليمنية، كمثل أمٍّ مسكينة اسمها “اليمن” ومعها ستة أبناء، فالابنان الكبيران هما الإصلاح، والمؤتمر، لا فرق في العمر بينهما؛ لذلك لم يتفقوا في المنزل حتى الآن، وأدت الخلافات بينهما إلى أن يصبح الابن المؤتمر ديّوثاً (يقر الخبَثَ في أهله)، حتى أنه سمح للصٍّ مغتصب (الحوثي) بالدخول إلى أمه (اليمن)، بل وزاد في كشف عورات المنزل، حاول الابن الأكبر (الإصلاح) غلق الباب، ففتح المؤتمر النافذة، أغلق النافذة، ففتح له باب الحوش الخلفي! بقي الابنان المشاكسان الاشتراكي والناصري يلعبان في الصالة وجلّ ما فعلوه أنهم قالوا: ما لنا دخل، قريباً سنرتاح منهم جميعاً!

أما الرشاد السلفي فهو ابنٌ مؤمنٌ ما زال مغلقاً على نفسه في غرفته الخاصة، ولم يقطع قراءته للقرآن وطلب العلم الشرعي منذ عام 2012م!

أو حزب الحق ابنٌ عاقٌ مُصاب بداء التوحد، وكثيراً ما يعرقل اتفاق الإخوة (الإصلاح، والناصري، والاشتراكي)، ويساعد في كشف العورات!

لقد ترك الجميع الإصلاح يدافع عن الدولة وعن الجمهورية وحده في أرحب سابقاً وعمران والجوف وصنعاء، ورموه جميعاً عن قوسٍ واحدة، حتى إذا ما رأى انعدام الهوية الوطنية الشعبية، واستمرار التحالفات الداخلية والإقليمية والدولية للقضاء عليه وعلى اليمن، قرر الانسحاب من المواجهة، قاذفاً بالكرة في ملعب الشعب والأحزاب السياسية والخليج في مواجهة هذا المشروع الإيراني السافر.

أما هو فاكتفى بالحفاظ على رجاله ومقارّه كعبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، يوم اجتاح أبرهة الحرم وخانته الأعراب فاكتفى بطلب إبله المسروقات! حتى يقف أهل مكة موقفاً رجولياً ويدفعوا عن الحرمات!

نعم لن يدفع الإصلاح الضريبة وحده.. (نموت جميعاً أو نحيا جميعاً)، وبهذه الرؤية تتحرك قيادة الإصلاح في اليمن بعد أن ذاقت خيانات الرفقاء، وانعدام الهوية الوطنية الشعبية التي تكاد تُنذر بكارثة على النسيج الاجتماعي والديني على حدٍّ سواء.

ولقد أحسن جداً في تنحيه جانباً، وفي تجييش الشارع اليمني ضد مشروع الحوثي السلالي الطائفي الإيراني، وكأنه يقول للشعب: صدقوني، الحوثي ليس غريمي وحدي، بل هو غريمكم كلكم، وغريم اليمن الهوية والدين والحضارة والتاريخ!

وها هي المحافظات تنتفض جميعاً ضد هذا المشروع ولله الحمد والمنّة، والأحزاب مختلفة المواقف بين مقاطع ورافض ومتأسف!

إن كل ما نريده اليوم هو الوحدة الوطنية، وتغليب مصلحة الوطن على أي مصالح حزبية أو فئوية أو طائفية، البلاد تنهار وتحترق أكثر، ويمكن إيقاف هذا المشروع خصوصاً بعد لفه حبل المشنقة على رقبته وانقلابه الواضح على الدولة ومجلس النواب وكل شيء بعد إعلانه الدستوري الأخير،  وكل بيانات الأحزاب مهما كانت شدتها فإنها لا تكفي ما لم تتحول إلى جبهة وطنية معارضة وموحدة ضد هذا المشروع، ومن منبري هذا فإني أدعو إلى إحياء هيئة الاصطفاف الوطني، ولملمة كل القوى الوطنية بمن فيهم المخلصون من حزب المؤتمر الشعبي العام، تقوم بمعارضة مشروع الحوثي، وقيادة المظاهرات على غرار تحالف دعم الشرعية المصري.

إن أي تأخر في تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنية سيسمح لـ”القاعدة” بالنمو، كما سيشجع المحافظات والأقاليم على التشظي والتي سمعنا تكرار أمريكا ومتحدثيها بالكلام عنه وكأنهم يروجون للانفصال وتفكك الأقاليم، وإبقاء الشمال بيد الحوثي مقايضة لإيران بسورية، والجنوب منطقة اقتصادية دولية، ومناطق الوسط عرضة للقصف الأمريكي بعد زرع استخبارات “القاعدة” فيها، ويشهد لهذا بيان دول مجلس التعاون الهزيل وعدم وجود مواقف ندية من التدخل الإيراني والأمريكي السافر في اليمن! وكأن القوم قد رضوا بتقاسم النفوذ فيما بينهم!

إن تشكيل هذه الجبهة والهيئة مهم جداً، وسيقطع الطريق على مشاريع التشظي و”القاعدة” وأحلام السوء للدول الإقليمية وإيران وأمريكا، وسيقوض حلم الحوثي قبل أن يستفرد بالمحافظات واحدة إثر أخرى، كما أنه سيحدد خطة العمل ومواجهة العاصمة المحتلة وما معها اقتصادياً وسلمياً وعسكرياً، ولن يُعدم اليمن من الشرفاء والمخلصين الذين سيلتفون حول هذه القيادة الجديدة، فقط فلتُعلن عن نفسها وسيتقاذف إليها الأحرار من كل جانب.

أيها الشعب الكريم، يا قيادات الأحزاب السياسية، يا “علي عبدالله صالح”، ويا قيادات المؤتمر الشعبي العام بوجه خاص، التحموا وقفوا موقفاً مشرفاً يحفظه لكم التاريخ، وسيغفر لكم الشعب كل خطاياكم إن تداركتم قبل أن تنقلب البلاد على العباد إيراناً مفتوحة أو نيراناً مفتوحة.

نرجوكم وفقط..

Exit mobile version