محمد.. لماذا يكرهونه؟!

علي بطيح العمري

لماذا يكره الغرب هذا الرجل الذي يسكن في قلب أكثر من مليار مسلم على الأرض، وشخصية استحسنها ملايين الغربيين المعتدلين؛ فأشادوا بها في كتاباتهم وتحدثوا عنها، رغم رفضهم لرسالته؟

 لماذا يكرهونه ويشوّهون صورته تحت ستار حريات التعبير، مع أن دينه لا يكره أحداً على الدخول فيه، ويساوي بين الناس، والناس يأمنون في دينه على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وأديانهم؟!

لماذا يكرهونه وقد خطب الناس في «يوم عرفة»، وأعلن قيام المجتمع المدني – كما يسمى اليوم – وقرر في ذلك الخطاب التاريخي أنه لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، وحرم كل ما يذهب العقل ويؤذي البدن، وشرع وأرسى قواعد التعايش الاجتماعي عبر «معاهدة المدينة»، وقيم الرحمة والعدل التي شملت حتى الحيوان؟

 لماذا ينظرون للإسلام على أنه ينبغي أن يجتث من الأرض! مع أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لمّا كان يجهز جيشاً يأمرهم ألا يقتلوا شيخاً ولا طفلا ولا امرأة ولا يُمثل بقتيل؟ وللقارئ أن يقارن هذه التوجيهات بتصرفات أمريكا لما دخلت العراق كيف نكلت بالعراقيين؟

 هم يكرهون محمداً – عليه الصلاة والسلام – لأن دينه يشهد تنامياً داخل أوروبا، فالدراسات تشير إلى أن المسلمين سيصبحون أكثرية هناك، ويكرهونه لأن دينه هو العدو الجديد، فبعد زوال الاشتراكية التي يمثلها الاتحاد السوفييتي كان لابد من البحث عن مواجهات أخرى وقد سماها «هنتنجتون» «صدام الحضارات».

قد يخطئ فرد مسلم، لكن خطأ فرد أو أفراد لا يسوغ هذه الوحشية التي تمارَس ضد المسلمين، ومن أجمل ما قرأت للمفكر الفرنسي «ميشال أونفري» في إدانته لحادثة «شارلي إبدو» حيث قال:

«لماذا نذهب إلى بلدان المسلمين ونتدخل في شؤونهم ونقول لهم: يجب أن تتبعوا منهج فرنسا؟ لماذا نقتلهم في مالي كما قتلنا قبل ذلك في بلدان شمال أفريقيا؟ ولما يدافعون عن أنفسهم نتهمهم بالإرهاب؟ المسلمون ليسوا مغفلين كما يظن الجميع في فرنسا وأوروبا، هم فقط يجتاحهم بعض الضعف ورد فعلهم يكون عنيفاً وعادياً؛ لأن ما نفعله بهم في بلدانهم أخطر بكثير من قتل 10 أشخاص، فنحن نقتل المئات»، وقال: «يجب أن نعترف أننا عنصريون في حادثة «شارلي إبدو»، لماذا لم تقل الحكومة للصحفيين: توقفوا عن الإساءة لرسولهم، في حين قالت لنفس الرسامين لما رسموا شعار اليهود: إنه فعل مخجل واعتذروا لإسرائيل؟».

ما حدث في فرنسا إرهاب، نحن في السعودية نعاني منه ونصطلي بناره، وفي المقابل ما يمارسه الغرب من إساءات للأديان واعتداءات على أرض العرب هو إرهاب، فالعاقل يقول: دع الإرهاب يواجه الإرهاب، والتعصب يقاتل التعصب، وكل دولة تمارس الإرهاب عليها أن تدرك أن كل نار تشعلها سيصلها لهبها ولو بعد حين!

 

 

Exit mobile version