أودية من دماء

حوبة عبد الغني

 حوبة عبد الغني

كنت مستغرقا في تفكير عميق عما يحدث لأمتي الحبيبية فقلت  في نفسي : بكل ما أوتيت من قوة سأدافع عن عرضي الضائع ، مستدلا بكل الأعراف والشرائع ، أنا لست دمية معروضة لبائع أو سبيكة ذهب بيد صائغ !

أبي الإسلام لا أبا لي سواه          إذا افتخروا بقيس أو تميم

يا الله ما حل بي وبقومي أعراض تنتهك ودماء طاهرة تهدر ،شيب وشبان يشتعلون بلهب النيران كأصحاب الأخدود ، لله درهم أبناء العقيدة مثال الصمود ، هم للحق دعاة وجنود ، رفعوا راية الحرية فصاروا محلا للضربات العشوائية والهجمات البربرية وقد صدق من قال :

وللحرية الحمراء باب          بكل يد مضرجة يدق

يحيا الإنسان بالماء وإلا جفت العروق .

آيها البشر سورية عطشى فهل من ساق ?

أين الماء البارد على الظمأ ?

سورية تعاني البرد القارس  وعاصفة ثلجية ، فهل من مدفئة تخفف الألم وتدفع وباء السقم ?

أجيبوا آيها الملأ !

لقد رفع هؤلاء الجبناء السلاح لقتل المدنين وإرعاب الآمنين وتشريد المواطنين ..

فكم من شابة خدش حياءها فزال نبلها وذهب بهاءها ،وكم من طفل حرم من التعليم ,وكم دمرت من مساكن وزلزلت مباني فهل دافع أحد عن الثاني ?

ألم يستقيظ ضمير الإنسانية  بعد من سباته عميق? 

ألم تفرق أمة الإسلام بين العدو والصديق ?

أمتي هل بين الأمم           منبر للسيف أو للقلم

أتلقاك وطرفي مطرق       خجلا من أمسك المنصرم

ألإسرائيل تلوا راية           في حمى المهد وظل الحرم

رب وامعتصماه انطلقت       ملء أفواه الصبايا اليتم

لامست أسماعهم لكنها         لم تلامس نخوة المعتصم

الشام بقبضة  حفنة من اللئام يعيثون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين، ينتسبون الى الإسلام  ،ويتسمون بأسماء المسلمين ،فيقتلون ويدمرون كل شيء  وما سلم منهم قبر الإمام النووي –قدس الله سره–

مال هؤلاء القوم  يمارسون الظلم ،القتل ، السلب ، والنهب ، والإسلام منهم براء .

الشام منبع الشهامة و مورد الكرامة ،الشام أرض المحشر والمنشر تعاني الأمرين ، مالي فجعت بأحوالها المزرية ،

أليس منكم رجل رشيد !!

أين الفجر الجديد !

إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب !

يا أهلنا في سورية ارفعوا الأكف بالضراعة واصبروا فإنما النصر صبر ساعة

الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)  سورة الروم من 1  الى5

 

 

 

 

 

Exit mobile version