15 عاماًً على صرح كويتي إنساني بقرغيزيا

د. علي الراشد

لم يكن يوماً عادياً، فقد جمعت فيه كل دلالات الخير ومعادن الكويت وأهلها وصورتها في قلوب المحبين في مختلف بقاع الأرض على اختلاف الألوان والثقافات والأعراق والأديان.

نعم كان يوماً حافلاً، سفر بعيد، حدود نتجاوزها من أجل حضور احتفالية مرور 15 عاماً على تأسيس الجامعة القرغيزية الكويتية؛ ذلك الصرح الإنساني الذي وضع لبنته محسنون من أهل هذه الأرض طيبة المنبت والأهل، ورعى البناء مؤسسة أصبحت عنواناً لصناعة الخير في العالم العربي والإسلامي، فالجامعة أسستها الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي؛ لتكون معلماً خيرياً حضارياً يستهدف نشر العلم وتسهيل فرصه أمام من يطوقون له.

جامعة “محمود قشغاري برسقاني”.. مؤسسة متخصصة بالتعليم العالي، أنشئت عام 1999م في مدينة بشكيك عاصمة جمهورية قرغيزستان، وهي جامعة معاصرة ومتطورة، مسجلة في وزارة العدل القرغيزية، ومرخصة ومعتمدة من قبل وزارة التعليم والعلوم القيرغيزية، شهاداتها معترف بها من قبل جميع المؤسسات داخل قرغيزستان وخارجها، بها 6 تخصصات، وهي تمتلك جميع الأسس اللازمة لعملية تعليمية ذات كفاءة عالية، ومنها تجاوز عدد طلاب البكالريوس بها 600 طالب، خريجوها أصبحوا نجوماً ورواد أعمال في تخصصاتهم، وبعضهم التحق بمناصب رفيعة في السلك الدبلوماسي والصحافة والإعلام.

في يوم الاحتفال كانت المائدة التي التف حولها الجميع هي مائدة صناعة الخير؛ فترى في جانبها المستفيدين بسعادتهم وفرحتهم، وعلى رأسهم تمثيل رسمي برئاسة وزير التعليم والعلوم بجمهورية قرغيزيا، وفي الجانب الآخر طاقم الجامعة الذي يضم كوكبة من الأساتذة والمشرفين والطلاب والمميزين، ثم على الطرف الآخر أبناء الراحلة غنيمة المرزوق التي كانت اليد المانحة لتأسيس هذا الصرح، وأكمل باقي المائدة قيادات العمل الخيري في الرحمة العالمية.

ومن اللافت أن الخير معينه لا ينضب، وإن مضى الزمان تظل شواهده حاضرة مضيئة في القلوب والعقول، وفي الاحتفال لم يكن الراحل عبداللطيف الهاجري يرحمه الله غائباً عن المشهد، ذلك الرجل الذي صنع بعمله وجده وتفانيه في خدمة الخير صنع نموذجاً كويتياً، غرس في قلوب محبيه حب الكويت وخيرها، رحمه الله وأجزله على واسع عطائه.

لقد كانت احتفالية الخمسة عشر عاماً للجامعة القرغيزية شهادة توثق ما صنعه العمل الخيري الكويتي من عطاء تنموي واع ومنظم يستهدف بناء الإنسان ودعمه وجعله نافعاً لوطنه وأهله. 

 

Exit mobile version