هل تنجح الثورة المضادة في ليبيا؟

جمال خطاب

 تبدأ خارطة طريق الثورة المضادة أولا بالانحناء للعاصفة، والتضحية برأس الدولة عن طريق تهريبه كما حدث مع دكتاتور تونس زين العابدين بن علي، أو خلعه وتخليه كما حدث مع مبارك طاغية مصر ومع دكتاتور اليمن علي عبد الله صالح، وقد يصل الأمر إلي قتله مثلما فعلوا مع مجنون ليبيا الذي لم يبق له صديق ذو حيثية يمكن أن يلجأ إليه لفرط حماقته وشدة غروره.

المرحلة الثانية في خارطة طريق الثورات المضادة هي خداع الشعب وإشغاله بانتخابات واستحقاقات ديمقراطية تحاول من خلالها الثورة المضادة العودة لمقاعد التسلط ومن ثم معاودة إحكام قبضتها علي مفاصل الدولة، لكي تعود مرة أخري للقمع والديكتاتورية واللصوصية وهذا ما يمكن أن يحدث أو يحدث بالفعل في تونس!

الخطوة أو المرحلة الثالثة هي الانقلاب العسكري السافر علي الشرعية والكفر بالصناديق إذا جاءت علي غير هوي الثورة المضادة، وهذا ما فعله الانقلاب العسكري في مصر.

الخطوة الرابعة إذا ما فشل الانقلاب العسكري المباشر أو تعذر القيام به، هي إشعال حرب أهلية، وهذا ما يحدث في ليبيا.

فقد أشعل عميل للمخابرات المركزية الأمريكية النار في ليبيا عندما فشلت الثورة المضادة في الانفراد التام بالدولة الليبية واستئصال أو استبعاد الإسلاميين من المشهد بالكلية، بالرغم من أن الثورة المضادة كانت قد حققت نجاحات لا تنكر عن طريق الصناديق ومن خلال الانتخابات، إلا أنها لم تكن كافية للعودة بليبيا إلي مربع القذافي، مربع نهب الثروة، كل الثروة، في غياب كامل لرقابة الشعب صاحب الأرض وصاحب الثروة.

وحتي الآن فشلت محاولات العميل حفتر، عميل المخابرات المركزية الأمريكية، المتتالية في إعادة إنتاج نظام عميل يسرق وينهب ويخرب خدمة للمصالح الصهيوإمبريالية، ولكن محاولاته، المدعومة بسخاء من قوي الثورة المضادة مازالت مستمرة ولن تتوقف!

إلا أن تعقيدات ليبيا مازالت تجهض، أو قل تمنع محاولات أعداء الأمة من تمرير مخطط إعادة إنتاج نظام عميل يحل محل مقبور ليبيا.

 

فالثورة المضادة في ليبيا، إذن، تواجه بمعوقات كثيرة وعويصة،ولكن ترك ليبيا تنجح ستكون له كلفة غالية قد تصل إلي إجهاض نجاحاتهم الأخري في مصر واليمن وربما في تونس! فهل يتركون الليبيين يحسمون أمرهم، ولا يتدخلون فيما بينهم؟ سؤال ستجيب عليه الأيام القليلة القادمة!

لا نامت أعين الجبناء.

 

 

 

 

 

 

Exit mobile version