ماذا لو لم تفهم؟! 2

حاولنا في الحلقة السابقة (الأولى) أن نضع توطئة لما نريد بيانه، ولعلنا في هذه الحلقة، والحلقات القادمة، نوضح ما نريد طرحه، وبيانه بعون الله تعالى جملة وتفصيلاً.

حاولنا في الحلقة السابقة (الأولى) أن نضع توطئة لما نريد بيانه، ولعلنا في هذه الحلقة، والحلقات القادمة، نوضح ما نريد طرحه، وبيانه بعون الله تعالى جملة وتفصيلاً.

ها نحن أيها القارئ الكريم؛ نبدأ الخطوات الأولى دخولاً في الموضوع تفصيلاً – موضوع المؤامرة.

نعم أيها القارئ الكريم.. وسنبدأ في الخطوط العريضة، والعناوين الكبيرة، أو بدقة أكثر حقيقة العناوين الرئيسة التي تنطلق منها آليات المتآمر ومؤامراته، ومن ثم فسيفسائها المتناثر هنا وهناك.

أوجد الله تعالى الحق والباطل، وكلاهما في تضاد، وكل منهما له فكره، ورجاله، وخدمه، وكل منهما أيضاً له منهجه الأصولي والقطعي، والثابت أيضاً كما ذكرنا سالفاً، وله تفاصيله، الثابت منها والمتحرك، لا تعتقد أيها القارئ الكريم؛ أن الشريعة لها هذا المنهج، والمقابل ليس له ذلك المنهج، والفكر الإداري، والعقائدي! فكما نظرتك لدينك كدين، وعقيدة، وشريعة وفكر، فالمقابل أيضاً؛ وإن كان باطلاً، فهو ينظر لنفسه أنه دين، وشريعة، وعقيدة، لها أصولها، وفروعها، وثوابتها، ومتحركاتها أيضاً.

نعم.. فالمقابل يرى لنفسه ما تراه لنفسك، واعلم أن أحزاب الشيطان تنوعت وتلونت؛ بل كثير منها كان من سماته أنه يعيش حالة عميقة من التمويه والنفاق، فأطلق على نفسه أسماء لطيفة ورنانة تمويهاً لشيطنته، وغطاء لتآمره، وإلا كان الأصل له والأولى اسماً هو أقرب إلى أسماء أحزاب الشيطان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لا ينبغي لأحد منا أن يستهين في قضية المؤامرة ووجودها، فهي قديمة، ولها قائدها، والقائد لا شك له عماله وخدمه، ورجاله، الذين يعملون من أجل منهجه، وخططه وتصوراته وطموحه.

نعم.. عدو الإنسان الأول، وحاسده الأول الشيطان الرجيم، لم ولن يستكين حتى يجعل الإنسان مثله في الحضيض؛ في قعر جهنم، وهذه النتيجة التي يطلبها قائد الشر، والنتيجة المرجوة التي يرجوها هذه، لا شك ولا ريب، تحتاج إلى عمل مشروع وغير مشروع، وخطط، ومنهج، وفكر، وعقائد، وعمل فيه كل وسائل الحيل، والسبل والأسباب، من نفاق، وحيل وغبش، ونثر الشبهات والبدع، والشيء الكثير من الكذب، حتى يصل من خلالها الشيطان إلى مبتغاه؛ أي لابد من آليات عمل تخصه..!

لننظر.. وكيف تشكلت العداوات أصلاً؟ ولماذا وكيف بدأت مناهج الحرب وتبلورها بين الحق والباطل؟ وكيف حذر الله تعالى عباده من كيد الشيطان وحربه ومؤامراته، سواء كانت صادرة منه مباشرة، أو من خدمه وعماله الذين يعملون من أجل نشر دينه وفكرة ومنهجه؟ وسنبدأ في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى، في عرض هذا السيناريو، وتحذير الله لنا منه، في كتابه العظيم جل جلاله. 

Exit mobile version