جزرة الانقلاب العسكري

الناظر للأوضاع في مصر بعمق قد يتبين له أن الوقت الحالي يبدو مواتياً بامتياز لانقلاب عسكري صوري مدبر على “السيسي” ليس لصالح الثورة، ولكن من أجل حماية مصالح المؤسسة العسكرية نفسها.

الناظر للأوضاع في مصر بعمق قد يتبين له أن الوقت الحالي يبدو مواتياً بامتياز لانقلاب عسكري صوري مدبر على “السيسي” ليس لصالح الثورة، ولكن من أجل حماية مصالح المؤسسة العسكرية نفسها.

فحين يشتد الخناق على الجنرالات، ويجدون أنفسهم محاصرين من الشرق والغرب، وبجبهة داخلية منقسمة وثائرة، فلا تستبعد أن يخفوا العصا ويرفعوا جزرة انقلاب عسكري صوري, بمعنى أنه من تحت الترابيزة “خليك يا سيسي بره في أمان وما ترجعش من جولتك الأوروبية، وإحنا حنقتل كام واحد، ولو الوضع خرج عن السيطرة, الجيش حيقبض على وزير الداخلية قاتل الثوار وينزل ببيان عسكري أول معلناً فيه: إنه نظراً للظروف العصيبة، فقد استجاب الجيش للشعب وقرر عزل “السيسي” ومحاكمة محمد إبراهيم والإفراج عن المعتقلين، وتعيين بلا بلا بلا أو حتى عودة “مرسي” صورياً لحين إجراء انتخابات، ويا دار ما دخلك شر.. وهيصوا يا ولاد”، والناس تنزل تهلل وتكبر وتهتف من تاني: “الجيش والشعب.. إيد واحدة”!

سيناريو لئيم من ذئاب وثعالب قد يلجؤون إليه في الأيام القادمة أو عند تأزم الموقف وخروج الأمور عن السيطرة.. المهم في هذا كله ما موقفنا؟ وكيف سنتعامل مع هذا السيناريو؟

بالطبع ستجد من ملَّ وكلَّ يردد: “طيب ياريت يحصل كدا، واهو نخلص وخلاص”! لكن الحقيقة أن هذه الرؤية السطحية للتسليم والقبول بهذا الأمر المدبر سيكون كارثياً لأننا سنظل ندور في دوائر من حكم العسكر للشعب من خلف ستار قميء، وستظل مصر في محنتها إلى أن يأذن الله برجال يعون الأمور ويضعون لكل سيناريو خطة لا تسمح أبداً بعودة تسلط الباشوات على رقاب المصريين بمسميات شتى.

Exit mobile version