نداء عاجل إلى شرفاء المؤتمر

حسب ما أفاده مراسل الجزيرة في 21 نوفمبر الماضي بأنّ: وفدا روسيّاً زار اليمن منذ أيام من دون ترتيب أو تنسيق مع الجانب الحكومي، واستقبلته قيادات حوثية وأقاموا مأدبة عشاء بصنعاء واصطحبوه لزيارة الحديدة وميناءها دون إبلاغ السلطة المحلية فيها ثم توجهوا ال

 حسب ما أفاده مراسل الجزيرة في 21 نوفمبر الماضي بأنّ: وفدا روسيّاً زار اليمن منذ أيام من دون ترتيب أو تنسيق مع الجانب الحكومي، واستقبلته قيادات حوثية وأقاموا مأدبة عشاء بصنعاء واصطحبوه لزيارة الحديدة وميناءها دون إبلاغ السلطة المحلية فيها ثم توجهوا الجمعة إلى مران بصعدة لزيارة قيادات حوثية!

وقد صرح الروس بعد الزيارة بأن الحوثيين حركة سياسية شرعية تساهم في الحياة السياسية اليمنية، وأنهم ليسوا حركة متمردة أو إرهابية بل هي تحظى باحترام شريحة واسعة من الشعب اليمني!

وقبلها بيومين نشرت قناة الحرّة تقريرا عن زيارة وفد حوثي برئاسة علي العماد إلى واشنطن والتي تمت -حسب تعبير القناة- وسط تكتم شديد! وكانت لعقد مباحثات مع الأمريكان حول مستقبل اليمن!

ولو جمعنا هذا مقابل التزام روسيا – في هذا الوقت بالذات – بناء 8 مفاعلات نووية لإيران، وعودة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، فإن له دلالة إقليمية ودولية بالغة الأهمية لصالح إيران دون شك وتحدي للأمريكان، كما يقول الدكتور عبدالله النفيسي.

وإن كانت إيران تتحالف مع أمريكا في العراق واليمن، فهي صديقة روسيا في سوريا واليمن اليوم!

والأمر إن دلّ إنما يدّل أن المد الصفوي ومشروع إيران التخريبي في المنطقة مستمر وغير آبه بتحالفه مع المخلوع، بل قد تجاوزه بمراحل، وإن كان مازال في بعض المحافظات لتحقيق مكاسب قبلية وعسكرية.

 كما يدل على أن الأمور باتت ترتب في موسكو وطهران والبيت الأبيض، وقد تجاوزت ترتيبات المخلوع والخليج وهادي والداخل اليمني بخطوات عديدة لا رجعة فيها.

فجماعة الحوثي تبحث عن شرعية دولية بعد كسب الشرعية المغتصبة الانقلابية على واقع الأرض، وإيران هي المستفيد الأكبر من ذلك لأنها بهذا (النصر الباهر) كما وصفه رئيسهم روحاني، قد خففوا الضغط الدولي عليهم من تدخلهم في وأد الثورة السورية، كما خفف الضغط التركي والقطري والخليجي عليهم، فصارت وكأنها تلّوح بورقة الحوثي ضغطا عليهم بأن يتركوها وشأنها بسياسة فرض القوة على الأخلاق، وأن تكون قويا سيحترموك بغض النظر عن أخلاقك وسوء فعالك ومجازرك بحق أبناء المسلمين السنة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

إن الرؤية الاستراتيجية لإيران واضحة، لكن أين هي الرؤية المضادة والمشاريع الوطنية التي ستقف لهذا المدّ؟ 

إن أكبر مشكلة يعاني منها اليمن واليمنيون أحزابا وجماعات هي غياب الرؤية الاستراتيجية في التصدي للتدخلات الخارجية والتلاعبات الدولية بين واشنطن وطهران وروسيا اليوم.

ويكفي عجزاً وتسليم الرقاب والبلاد بالتذرع بذريعة المؤامرة، نعم هناك مؤامرة كبرى تدار على اليمن، لكن ماذا قدمتم من حلول وبدائل للتصدي لها؟

إن شرارة المقاومة، تتزايد يوما بعد يوم، ولابد من المواجهة أيّاً كانت هذه المواجهة، وهذا ثابت في تاريخ الشعوب فكيف بالشعب اليمني الحر الذي تجري في عروقه: لن ترى الدنيا على أرضي وصيّا.

ثم إن المشكلة تزداد تعقيدا حين تخلت قوى الثورة الوطنية وعلى رأسها الإصلاح عن رفقاء الثورة من بعض القبائل والفرقة الأولى مدرّع وهي التي كانت تشكّل قوى التوازن على الأرض مقابل الحفاظ على ما تبقى من الوطن الهشّ.

فهل يفعلها المؤتمر الشعبي العام وقوات الجيش الشرفاء من الموالين للمخلوع ويتخلون عن حليف الحوثيين علي عبدالله صالح ويقلبوا الطاولة عليه وعلى المتآمرين والخائنين مقابل الحفاظ على اليمن؟

يا سادات المؤتمر الشعبي العام…

يا قيادات المعسكرات الشرفاء..

يا قوات الحرس الجمهوري..

يا عبدربه هادي..

نرجو أن تصحوا من سكرتكم وأن تفيقوا من غفلتكم، نناديكم نداء الوطنية والأخوة والإيمان والحكمة، بحق الله، ثم بحق هذا الشعب المسكين، ثم بحق التاريخ…  يا قومنا: اصحوا أرجوكم، قبل أن نقع كلنا في الفخ، فتكون نيراناً مفتوحة، أو إيرانا مفتوحة، ولات حين مندم.

 

 

 

Exit mobile version