أبشر يا د. بشر

تلقت مصر الثورة نبأ اعتقال د. محمد علي بشر وزير التنمية المحلية في حكومة د. هشام قنديل والقيادي البارز في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، بمزيد من التفاؤل والبشر رغم صعوبة الموقف والجريمة، بحق أحد عقلاء مصر القلائل وأحد حكماء الوطن المعدود

تلقت مصر الثورة نبأ اعتقال د. محمد علي بشر وزير التنمية المحلية في حكومة د. هشام قنديل والقيادي البارز في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، بمزيد من التفاؤل والبشر رغم صعوبة الموقف والجريمة، بحق أحد عقلاء مصر القلائل وأحد حكماء الوطن المعدودين، ولكن ماذا نقول لعمى البصر والبصيرة؟!

ومنبع التفاؤل والبشر أن عصابة بهذه العقلية وبهذا الكم من الغباء، لن تدوم كثيرا بإذن المولى عزوجل، مهما صنعت من مكر ومكائد ومؤامرات، فالدكتور محمد علي بشر وان كان مدرسة لوحده فهو أحد فروع مدرسة الاخوان المسلمين، وغرسه وجهاده السياسي لن يضيعا هدرا بإذن الله عزوجل، فقد تمددا في تقوية جذور الاخوان الطيبة الثائرة الممتدة والمتجذرة في التربة المصرية.

ولا نبالغ عندما نقول أن غرس الرجل تمدد ليشمل باقي القوي المنضوية تحت راية التحالف في ضوء ما قرأنا من بيانات وشهادات عن الرجل فك الله أسره، ومع ذلك فلابد أن يعلم الجميع أن الثورة ثورة شعب لا فصيل ،  والشعب في الميدان بفضل الله، والشعب هو من دعم  التحالف بكل رجالاته وهو من دفع  بصموده وثباته الانقلابيين الى السير بدفع ذاتي مدهش للهاوية.

إن كان الانقلاب اعتقل د. بشر لتنطلق موجات الثورة المسلحة ويتم تعميم السلاح في كل مكان، فخاب ظنهم، فالحراك الثوري مستمر بسلمية مبدعة ودفاع عن النفس لن يتوقف ومقاومة للظلم لابد وأن تتطور في ضوء القمع المتصاعد والارهاب الحاكم بالرصاص، ويظل الانقلاب هو الارهاب.

وإن كان الانقلاب اعتقل د. بشر لتنطلق مؤامرة جديدة تخطف الثورة وتبدل ثوب الانقلاب، فخاب ظنهم، فالقيادة في الميدان ولها راية وهي من رفعت لواء ثورة 25 يناير منذ اليوم الاول للانقلاب في رابعة العدوية، والحراك لن يخطفه هواة الباراشوات ودعاة الامركة والتبعية، والانقلاب هو الانقلاب طار الرأس أو الذيل.

وإن كان الانقلاب اعتقل د. بشر لأي سبب آخر، ويلفق له الاتهامات المزورة الجاهزة التي طالعناها في مانشيتات الصحف والمواقع الالكترونية، فنزلاء مستشفى الامراض العقلية لديهم قدرة عقلية أفضل من عصابة الانقلاب بكل تأكيد، والوقت ليس في صالحهم، والثورة ستنجز وعدها للشهداء بإذن الله.

إن اعتقال الدكتور بشر رسالة للجميع، وليس للإخوان فقط ، مفادها أن عصابة بتلك العقلية، لا يجب أن يعول عليها قصارى النفس ولا أنصار الاحلام الوردية، ولا دعاة الاستسلام، فهؤلاء المجرمون اعتبروا وجودهم مقابل وجود الدولة المصرية، ورحيلهم مسألة وقت، ومن رضى بالدنية في دينه ودنياه، فسيشرب كأس المر مرتين والباب لازال مفتوح لعودة من لم تتلوث يداه بالدماء.

إن الثورة ماضية، يا د. بشر، تراكمية النضال صفرية المطالب، سلمية الحراك مقاومة للظلم، توحد الصفوف الشعبية وتهيأ الأجواء لاصطفاف شعبي ثوري يحقق أهداف ثورة 25 يناير، وينجز وصايا الشهداء ويلبي مطالب الشعب المكلوم، فابشر يا د. بشر، إن الثوار علي الدرب ماضون حتى النصر، وما النصر الا عند الله عزوجل.

كلنا بشر، نكمل الثورة وننجز الوعد، كلنا بشر بالنصر والفوز، فأبشروا.

 

Exit mobile version