من ينقذنا؟

من ينقذ بناتنا من المسلسلات الخليجية (بل المدمرات الأخلاقية)، والكويتية منها على وجه الخصوص، فأصبح الأصل في العلاقات الاجتماعية بين الشباب والشابات المصاحبة والخروج إلى الأماكن العامة دون حياء أو خوف، وتمضية ما تبقى من وقت على الهاتف النقال إلى منتصف

من ينقذ بناتنا من المسلسلات الخليجية (بل المدمرات الأخلاقية)، والكويتية منها على وجه الخصوص، فأصبح الأصل في العلاقات الاجتماعية بين الشباب والشابات المصاحبة والخروج إلى الأماكن العامة دون حياء أو خوف، وتمضية ما تبقى من وقت على الهاتف النقال إلى منتصف الليالي أو حتى الفجر، آباء يغطون في سبات عميق، وأمهات لا ينكرن المنكر بل يساعدن البنات في علاقاتهن المحرمة، وأكثر ما يستنكرن به العلاقة هو سؤال البنت إن كان هذا الذي تقابله أو تحادثه جاداً في علاقته بالابنة أم لا؟! وإخوان شخصياتهم ضعيفة مهزوزة يخافون من سلاطة لسان الأخوات اللاتي يتحججن بأنهن الأكبر أو بأن لديهن آباء مسؤولين عنهن؛ مما يُسقط سلطة الأخ عليهن! بل بعضهن يتهددن إخوانهن الذكور بكل وقاحة وسلاطة لسان.

والمصيبة الكبرى أن من يشاهد هذا الغثاء هم الأطفال الصغار مع المربيات، وبمرور الزمن ستترسخ في أذهانهم –  بناتٍ وصبياناً – ويتقبلون هذه العلاقات المحرمة وتصبح شيئاً عادياً وليست منكراً!

وأعود للتساؤل: من ينقذ بيوتنا وشبابنا من هذا الطوفان المدمر؟ من يحرس الفضيلة في مجتمعاتنا المسلمة؟ من يقضي على الآفات الدخيلة علينا؟ قد يعجز المصلحون أمام هذا المد، وقد يحاول البعض تبرير هذا الخبث المتزايد في بيوتنا بأن الزمن تغير، ووسائل الإعلام التجارية لا يهمها أخلاق ولا فضيلة بقدر ما يهمها الربح الذي تجنيه من وراء هذا الغثاء، ويبقى الأصل الذي نريد أن نؤكده أنه لا بد من العودة إليه وترسيخه في بيوتنا وهو “سلطة الأب”، فحين تخلى الرجل المسلم خاصة في دول الخليج عن مسؤولياته ضاعت هيبته وتبخرت سلطته على أهل بيته من الأم إلى الأبناء، لقد استمرأ كثير من الرجال مشاركة المرأة لهم (سواء كانت زوجة أو ابنة أو أختاً) في تدبير أمور حياتهم، فتجاوزوا عن زلاتها، وحين فقد الرجل الزوجة في بيته فكر كيف يقضي وقت فراغه، فأصبحت الديوانية والتسكع في المجمعات هوايته الجديدة، وتحولت الديوانية “المكان الراقي” الذي يجمع كبار القوم وحكماءهم وكبار العائلة مكاناً مشاعاً للحديث الفارغ ومتابعة المباريات ولعب الورق، وصنفت إلى ديوان الشباب وديوان الشياب، وأصبح الكل يملك ديوانية حتى لو لم يكن روادها غير اثنين أو ثلاثة، بل حتى عامل البيت السائق أو الطباخ يملك ديوانية أمام باب المعزب يؤمها العاملون من أمثاله في الفريج.

حين خرج الرجل عن بيته وتخلى عن مسؤولياته خرجت المرأة تبحث عن صحبة (وقد يكون العكس صحيحاً)، فبقي الأبناء وحدهم بلا رقيب ولا حسيب؛ تليفونات متوافرة للمحادثات، والنقود متوافرة لطلب الوجبات، والتلفزيونات منتشرة في غرف الأولاد والبنات، حالات تسيب في بيوتنا، وقصص تقشعر منها الأبدان لا يعلمها إلا الله سبحانه.. والحل؟

الحل في حديث مشهور للرسول صلى الله عليه وسلم يضع كل فرد في العائلة أمام مسؤولياته: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”؛ مما يعني أن انحراف الأبناء سيحاسب عليه الأمهات والآباء.

فيا أيها الآباء، أنقذوا أنفسكم، فإنكم مسؤولون أمام الله عما يحدث لأبنائكم، وما يحدث في بيوتكم، حتى لو كان عملكم الذي يشغلكم من أجل الدعوة. 

Exit mobile version