الأقصى تحت القمع الصهيوني..أشكوكم إلى الله!

الحملة الصهيونية الدائرة على الأقصى اليوم هي امتداد لسلسلة طويلة من الاعتداءات والحملات منذ بات هذا المسجد أسيراً في قبضة الصهاينة

على امتداد الأسابيع الماضية، يواجه المسجد الأقصى المبارك حملة صهيونية عاتية؛ حيث يواصل المستوطنون اليهود، تحت حماية قوات الجيش والشرطة، وبدعم أكثر من 12 منظمة متطرفة، يواصلون اقتحاماتهم لساحات الصلاة داخل المسجد، بينما تضرب القوات المدججة بالسلاح سياجاً أمنياً حديدياً حول المسجد الأقصى على بُعد أكثر من 2 كم؛ لمنع سكان القدس من الاقتراب من المسجد أو دخوله، وإفساح الطريق أمام أحفاد القردة والخنازير لاقتحامه بصورة يومية.

وقد شاهد العالم كيف تحولت ساحات الأقصى المخصصة للصلاة إلى ساحات حرب دنَّسها الجنود الصهاينة، مطلقين قنابل الغاز الخانق على المصلين، وشاهد العالم الاعتداءات المتكررة على النساء والعجائز الذين وقفوا يذودون عن مسجدهم بأجسادهم العارية.

إن الحملة الصهيونية الدائرة على الأقصى اليوم هي امتداد لسلسلة طويلة من الاعتداءات والحملات منذ بات هذا المسجد أسيراً في قبضة الصهاينة قبل 47 عاماً (عام 1967م)، وإن كانت تلك الحملة هي أعتاها؛ إذ ترمي – تحت سمع وبصر العالم – إلى تقسيم المسجد ومنح اليهود قسماً منه!

ففي أي شرع أو ملّة أو دين يتم انتزاع دار عبادة من أهلها هكذا بكل بلطجة تحت مزاعم كاذبة؟! إنه يحدث مع المسلمين في قدس أقداسهم «المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين»!

وللأسف الشديد.. تجري تلك المشاهد الإجرامية على أرض الأقصى في الوقت الذي تتواصل فيه حمّى الاستيطان المجنون؛ لالتهام ما تبقى من أرض القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، متزامناً مع عمليات تهجير وتشريد للفلسطينيين بعد هدم بيوتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، وسط تواطؤ دولي مشبوه.

وأمام كل تلك الصور المأساوية؛ حيث يقع الأقصى في دائرة الخطر، يواصل النظام العربي صمته المخزي وعجزه عن اتخاذ أي موقف عملي على الأرض لإنقاذ الأقصى، ولم يتحرك لمناصرة الشعب الفلسطيني الأعزل سوى الجماهير في عدد من العواصم العربية التي قوبلت بضربات واعتقالات من قِبَل قوات الأمن مثلما حدث في مصر.. ألا تستدعي كل هذه الأحداث أن تتحرك «الجامعة العربية» لعقد قمة عربية؟ ألا تستدعي اجتماعاً طارئاً لـ«منظمة المؤتمر الإسلامي» التي جاء إنشاؤها أساساً تلبية لنداء القدس والمسجد الأقصى؟ وألا تستدعي تلك الأحداث أن تنفض السلطة الفلسطينية يدها من التنسيق الأمني مع الصهاينة، وتوجيه قواتها الأمنية للدفاع عن الأقصى وحماية المواطنين العزل، بدلاً من حراسة قوات الاحتلال والتعاون معها لمطاردة واعتقال وقتل المجاهدين وقمع الشعب الفلسطيني في الضفة؟

ألا يستحق الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمقدسات من هؤلاء جميعاً أن ينتفضوا بمواقف قوية تقطع كل صور الاتصال بالصهاينة، وتطرد كل السفراء والممثلين الصهاينة من البلاد العربية؟!

إن التاريخ عند أسوار القدس وبوابات «الأقصى» يسجل بأمانة كل المواقف الشريفة التي تقف بكل قوة وتضحي بكل ما تملك دفاعاً عن المقدسات، أما الصامتون والمتخاذلون والعاجزون والمنهزمون، فلن يقول الأقصى لهم سوى: «أشكوكم إلى الله».. فهو المنتقم الجبار.

Exit mobile version