مستقبل تونس والنجاح الناعم للثورة المضادة

من واقع ما نعايشه من مشاهد ووقائع يومية بعضها تعايشنا معه كثورة مصر أستطيع أن أتنبأ بسيناريو الأيام القادمة في تونس وذلك بناءاً على الجهد المستميت المبذول من ” التحالف الرافض لنهضة شعوبنا العربية وما يمت لذلك من رغبة في التغيير الذي من شأنه تحقيق ال

من واقع ما نعايشه من مشاهد ووقائع يومية بعضها تعايشنا معه كثورة مصر  أستطيع أن أتنبأ بسيناريو الأيام القادمة في تونس وذلك بناءاً على الجهد المستميت المبذول من ” التحالف الرافض لنهضة شعوبنا العربية وما يمت لذلك من رغبة في التغيير الذي من شأنه تحقيق النهوض المأمول  رغبة في إجهاض ثورات الربيع العربي وقد  نجح هذا التحالف  نجاحاً كبيراً -لن يكون دائماً بإذن الله – نجح  في مسعاه بشكل مُلفت في مصر وبشكل مضطرب في اليمن وهم أقرب إلى الفشل في ليبيا، كما أنهم نجحوا بشكل ناعم في تونس ولكن هذا النجاح الناعم لا يكفيهم أبداً للأسباب الآتية:

١-استمرار الوضع الحالي في تونس معناه استقرار للديمقراطية وتجذير للحرية، فهنالك حرية وتسليم وتسلم للسلطة بناءاً على نتائج الصندوق. وهم يدركون جيداً أن استمرار الحرية خطر لا يمكن تداركه لأنه مع الحرية يتحول كل يوم أناس من صف العبيد لصف الأحرار وتنشأ أجيال لا تعرف الأسر الذي نشأ عليه آباؤهم ويصبح مع الوقت من العسير إعادة استرقاق معظم أهل تونس ووضع قيد العبودية في رقابهم.

٢-هذا الوضع هو مثالي لحزب النهضة لإعادة التنظيم وترتيب الصفوف وتوسيع القاعدة والحاضنة الشعبية بلا أي مسؤوليات أو قيود أمام ناخبيهم وفرصة لمحاولة إزالة الصورة السلبية التي يبثها الإعلام الممول من أصحاب العروش.

٣-آمال الناس في تونس تخطت الرضا بالفساد أو الرضا بالفشل؛ والحلفاء في كل أقطار الربيع العربي وكذا في الداخل التونسي هم كتلة لزجة من الفساد والفشل يصعب جداً دفعها للنجاح مهما أنفقوا من الأموال في محاولات إنجاحها.

٤-استمرار الوضع على ما هو عليه معناه أن تونس ماضيةٌ في سيناريو مشابه للسيناريو التركي والذي يمكن تلخيصه بثلاث كلمات (نجاح أردوغاني وفشل علماني وتحييد للجيش (.

٥-تدحرج تونس في حجر “النهضة” وبدء مسيرة نجاح تونسية يعني بالتأكيد إعادة إحياء للربيع العربي الذي لم يخبوا.

لهذه الأسباب وغيرها نؤكد أن النجاح الناعم الذي حققوه غير كافٍ لهم بالمرة فماذا عساهم فاعلون؟

حينما نضع أنفسنا في مقاعدهم – حاشا لله – ونفكر كما يفكرون ؛ حسناً بما أننا لا نطيق فكرة الحرية ولا نستطيع دفع عجلة التنمية فليس أمامنا إلا طريق واحد هو خفض سقف توقعات التونسيين فبدلاً من المطالبة برفع سقف الحرية و السؤال عن النجاح الاقتصادي ؛ فلنخلق لتونس خطراً داهماً ولنعطهم ذعراً ودماءاً فلا يطلبون سوي الأمن والأمان وتتواري مطالب الحرية وآمال التنمية .

لذا أظن أن التحالف المضاد للثورات العربية لربما يلجأون لمثل الخطوات التالية:

 

١-تجنيد مجموعة من جنرالات العسكر في تونس على طريقة ( السيسي / حفتر ) ولا أظن أنهم سيتعبون كثيراً في إيجاد أكثر من بديل واحتياطي بل واحتياطي الاحتياطي

٢-زيادة حدة التجاذب السياسي وزيادة حرارة الاشتباك اللفظي في وسائل الإعلام بحيث يكون احساس الناس أن البلد غير مستقرة والمعارضة تتلمظ للحكومة  

٣-افتعال عنف وسفك واسع للدماء – بالطريقة الداعشية – حتى يستشعر الناس أنهم في خطر داهم فيصبح غاية همهم ومنتهي أملهم هو التخلص من هذا الكابوس الداعشي.  

٤-هنا يظهر المُخَلِص “الحفترسيساوي” فيقضي على التهديد “الداعشي” وفي خلال ذلك يدوس علي الصندوق ويذبح الحرية وتعود تونس للمربع رقم صفر ، سنحصل في النهاية علي “بن علي” جديد بنكهة حفترية وبلا وجود للإسلاميين والمعارضين ؛ سنحصل علي تونس بلا حرية بلا تنمية …. بلا مستقبل .

وعليه فإنه وجب التحذير من قادم الأيام وما تحمله لتونس وأهلها ؛ إن مكر هذا التحالف  لا يتوقف ولكن “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “.

ستنتصر ثورتنا بإذن الله

Exit mobile version