معركة “البنك الأهلي”!

تحول البنك “الأهلي” لما طرح أسهمه إلى قضية ومعركة إعلامية وشرعية بشكل لم يسبق له مثيل في ساحتنا الإعلامية

تحول البنك “الأهلي” لما طرح أسهمه إلى قضية ومعركة إعلامية وشرعية بشكل لم يسبق له مثيل في ساحتنا الإعلامية، فكم من الشركات طرحت أسهمها واختلف العلماء حولها، لكنها لم تأخذ بُعداً كما هي حال “الأهلي”!

ما سبب هذه المعركة؟ هل للسبب الشرعي دور، حيث نصت فتاوى غالب العلماء على تحريم الاكتتاب فيه، فقط هي اللجنة الشرعية بالبنك التي أجازت الاكتتاب؟ أم هل هي حرب اقتصادية، فبعض الصحف الإلكترونية اعتبرت أن سبب الضجيج هي التنافسية الاقتصادية بين البنوك، فعادة هذه الحروب تديرها شركات لكسب عملاء والإطاحة بالمنافسين؟ أم هي بسبب تغريدات ومقالات توسع النقاش حولها؟ فقد ابتدأها الكاتب جاسر الجاسر بمقال غير موفق، خلاصة مقال الجاسر أنك إن اكتتبت في البنك فأنت وطني وإلا فأنت “صحونجي”! سامح الله الجاسر، فما دخل “الوطنية” في اكتتاب شركة أو مؤسسة ما؟ وهل الوطنية فزاعة نهبها لمن نشاء ونمنعها عمن نشاء! ثم هل الربا من اختراعات “الصحوة”،’ أم ثابت أكده القرآن وطبقه النبي عليه الصلاة والسلام؟

بعد هدوء هذا الضجيج أجد أن ثمة نقاطاً يمكن لأي مطالع أن يلاحظها ويثيرها بعد هذه “المعركة”.

* ما الذي أتى بالربا أصلاً وفكرة إلى البنوك في دولة كالسعودية؟ هل لأن نظام البنوك استورد كما هو بطابعه الغربي؟ أليس من المفترض تنقية وإصلاح هذا النظام؟ هل لوزارة المالية التي تشرف على البنوك دور أو علاقة في استمرار هذا النظام الربوي؟

* في غالب البنوك لجان شرعية، فما دور هذه اللجان إن كانت بعض البنوك تتعامل بالربا؟ هل أولئك الأعضاء في تلك اللجان دورهم “بصمنجية” فقط يوقّعون ويوجدون مخارج لتلك المصارف؟ أم دورهم رأي وتنفيذ وإشراف على البنوك؟ فكم من بنوك لها سنوات وهي تصرح بتصحيح وضعها، لكنها لم تصحح رغم وجود هيئات شرعية لديها؟

* لما تحصل أزمات اقتصادية عالمية في الدول الغربية تنادي بعض المؤسسات الأوروبية ويطالب المهتمون بالاقتصاد بضرورة تبني تطبيقات الاقتصاد الإسلامي؛ كونه المنقذ من الأزمات التي تقع فيها الرأسمالية، فإذا كان الغرب عرف أهمية الاقتصاد الإسلامي، ألسنا أولى بهذا الاقتصاد؛ كي نتميز فيه ونقدمه كبديل للعالم؟

* يرى الاقتصاديون عندنا أن البنوك لدينا تتمتع باقتصاد عال ودخول مرتفعة، وهنا يتساءل المواطن عن دور هذه البنوك في التنمية، والمشاركة الاجتماعية، فالبنوك لدينا – على رأي أحد المغردين – كالأم المستوحشة التي تبيع حليب صدرها لطفلها! كم قدمت البنوك للمجتمع من خدمات كحدائق أو مدارس ومستشفيات؟ هل أسقطت قرضاً عن معسر، أو أجَّلت أقساطاً كأقساط شهر رمضان مثلاً؟! للأسف بنوكنا تأخذ ولا تعطي!

ولكم تحياااااتي.

 

للتواصل

تويتر: @alomary2008

 

Exit mobile version