الكويت مركز إنساني.. وأفريقيا شاهد

قال سمو الأمير في كلمته بالأمم المتحدة بمناسبة تقليد سموه لقب قائد إنساني:

قال سمو الأمير في كلمته بالأمم المتحدة بمناسبة تقليد سموه لقب قائد إنساني:
“الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية سطرت صفحات من الدعم المتواصل لمشاريع إنسانية عديدة في آسيا وأفريقيا، وأصبحت الآن أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها الكويتيون”.

بهذه الكلمات القليلة اختصر صاحب السمو ما يكنه أهل الكويت للمؤسسات الكويتية الخيرية والإنسانية لجهودها خلال أكثر من ثلاثين عاماً من العطاء المستمر الذي لا ينكره إلا جاحد أو في قلبه مرض، ليؤكد للعالم أجمع وقوف القيادة السياسية مع ما تقوم به تلك المؤسسات من عمل رائد في خدمة الإنسانية.

خلال فترة وجودي ضمن جسد العمل الخيري وزيارتي للعديد من المشاريع الخيرية في عدة بلدان، وجدت عطاءات أهل الكويت تنبض بروح مفعمة بالإخلاص والمقصد الإنساني النبيل؛ مما جعل تلك الشعوب تفتخر بالكويت وأهلها لدرجة أن بعضهم غيَّر اسم قريته إلى قرية الكويت.

أما أفريقيا فلها معنا من الخير أكثره، ومن الحب أكمله، ومن التواصل الكبير لدرجة أن أهل الكويت يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن هذه القارة، فقد زرت العديد من الدول الأفريقية ووجدت المشاريع التعليمية والصحية والتنموية بالإضافة لحملات الإغاثة المستمرة في وقت وحين، وما الصومال عنا ببعيد.

في القمة العربية الأفريقية التي كانت في الكويت أعلن حضرة صاحب السمو عن مليار دولار تصرف في تنمية أفريقيا خلال خمس سنوات، تعكس حرص سموه على أن يكون للكويت دور إيجابي في جمع الكلمة وتنمية البلدان في أفريقيا.

مواقف ومشاهد مثلت شهادات رأي العين على ما أصبحت عليه الكويت من صورة في عيون وأذهان الشعوب التي تقوم الكويت على دعمها، فلن أنسى ذلك الشيخ الذي قال لنا في إحدى الرحلات – وهي الشهادة التي ذكرها د. محمد الثويني في فيلم “حياة ليس بها حياة” – الخيرية في جيبوتي عندما قال لنا: “عندما تزورونا نشبع”، قالها وهو مطمئن وكأنه يكلم قريباً له أو عضيداً لم يخجل أن يحكي له حاله.

نعم أفريقيا التي نعمل بها شاهدة على إنسانية الكويت، فقد كان عطاؤها وخيرها رحمة لأهل الصومال في محنتهم، وبفضل أبناء الكويت عرف العالم مأساة جيبوتي، فأقمنا فيها منارة خيرية إنسانية هي مجمع الرحمة التنموي، الذي يضم مستشفى تخصصياً أصبح من الاختيار الأول للمرضى والمراجعين من الوزير إلى الفقير، بل يقصده المرضى أيضاً من دول مجاورة لما وجدوا به من إتقان، وبها مؤسسات لرعاية الأيتام تعليمياً وتربوياً وسلوكياً، وبعضهم الآن يديرون مرافق الدولة ويخدمون بلادهم في تحقيق التنمية.

لقد استطعنا خلال ما يقرب من عشرين عاماً في أفريقيا أن نرسم صورة الكويت الإنسانية عبر 69 مؤسسة تعليمية، وأكثر من 11 معهداً حرفياً، و5 مجمعات تنموية كبرى خرَّجت مئات الحرفيين والفنيين، وعشرات منهم التحقوا بجامعات عربية عريقة؛ ليكملوا مسيرة تعليمهم من هذا، إلى جانب أكثر من 1000 مشروع آبار تسقي العطشى وتروي الزروع وتحفظ معيشتهم.

نهنئ أنفسنا وأهلنا من أبناء الكويت المعطاءة الذي قلّ أن تجد بيتاً ليس له إسهام في دعم العمل الإنساني والخيري، ولذلك فقد أصبحت صورة الكويت في العالم مرتبطة بغوث الملهوف مرسومة على آلاف المشاريع الخيرية والإنسانية في ربوع الأرض، وتكريم سمو الأمير يؤكد نجاح المنظومة الخيرية الكويتية، بدءاً من دعم سموه المتواصل للمسيرة، مروراً بمؤسسات الدولة التي تشرف وتتابع العمل، وذلك بجهد وجد أبناء العمل الخيري ومؤسسات الذين بنوا صروحاً خيرية.

 

Exit mobile version