كالعادة لا شيء جديد

انهزم واندحر من اعتمد على الأخذ باﻷسباب، فأحكم الخطط وأعد الجنود وضخ اﻷسلحة والذخيرة وبرم أبشع أنواع المعاهدات والمؤامرات مع المتصهينين وانتصر من توكل على مسبب اﻷسباب.

إني من القسام فاخرس خانعاً..

فإذا همست ستندمون..

وإذا جلست ستخضعون..

وإذا وقفت ستركعون..

فأنا لكم كأس المنون..

(من كلمات الشاعر أحمد الكندري)

ما الجديد يا ترى؟ فكالعادة غزة هي من تنتصر لتحني أمامها العدو المنكسر وتسطر بطولة أخرى في تاريخها المزدهر.

انهزم واندحر من اعتمد على الأخذ باﻷسباب، فأحكم الخطط وأعد الجنود وضخ اﻷسلحة والذخيرة وبرم أبشع أنواع المعاهدات والمؤامرات مع المتصهينين وانتصر من توكل على مسبب اﻷسباب.

شعب لم يرد إلا اﻻنتصار، فهو يعلم أنه يشق طريقه نحو اﻻزدهار؛ فشاء الله له أن يصطفيه ويجعله في زمرة اﻷخيار.

لله در شعب يرى مبانيه في حال انهيار ويبقى رمزاً صامداً يأبى أصناف الازورار؛ فارتقى فوق النجوم وضل يعانق اﻷقمار.

ألا إن في قلوب هؤلاء حباً لهذا الوطن جعلهم يحطمون بسواعدهم كل أنواع الوثن؛ فنحتوا للمجد لوحة، فرشاتها دماؤهم، وانتهى زمن الوهن.

حاولوا أن يحلوها بالسياسة، ولكن كما قيل: فطاولة المفاوضات عرجاء!

بعدها في غضون ثوانٍ أخليت المستوطنات وأغلق المطار وأوقفت المدارس، كل هذا بعد أمر من القائد أبو خالد محمد الضيف.

وظل لسان حال هذا الشعب وهو يناشد المقاومة في ضرب العدو الغاشم:

خذ دمانا نحن من يروي اللواء    من سوانا نحن للدين الفداء

فتقدم الفلسطيني المغوار في يمينه القرآن وفي شماله سلاحه البتار.

فانطلق نحو المنية ولم يرض بالدنية، فسلاحه البندقية يدك بها الحصون اليهودية.

فانتصرت غزة وظلت كما كانت رمز العزة!

وليعلم هذا الشعب العظيم أن درب اﻷشواق محفوف ومليء باﻷشواك، فطريق النضال يجب ألا يحوي ما يدعو بالمحال، فالشوق للتحرير والانتصار لن يأتي إلا ببذل الدماء والتضحيات.

بوركت بنادقكم، وبوركت سواعدكم، وسدد الله خطاكم الواثقة، وأحكم خططكم، وأفشل الله مخططاتهم الساقطة.

ومازلت أرددها بملء فمي، تذكروا “وعد بلفور” الغاشم، وتذكروا وعد الله القائم، فهو قائم حتى تقوم الساعة، ويحقق ما يدعون أنه إشاعة!

قال عز وجل في سورة النور: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}) (النور).

صدق الله العظيم.

منذ أن بدأ الحصار الغاشم على غزة، ونحن لم نرَ شيئاً جديداً، فكالعادة، الحق هو دوماً من ينتصر!

 

 

 

 

Exit mobile version