علمتني غزة!

كان الله في عون فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص

كان الله في عون فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، على همجية «إسرائيل» وإرهاب الصهيونية العالمية، فـ«إسرائيل» خنجر مسموم في خاصرة أمتنا على مدار سبعين عاماً من صراعنا مع تلك الشرذمة.

وأحداث غزة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فهم يعانون الحصار والتضييق، وتطاول بني صهيون، وبين كل فترة وأخرى يستعرضون صواريخهم وقوتهم المدعومة من الحكومات الغربية ضد المستضعفين.

أحداث غزة الحالية ليست كالتي قبلها، فهناك تطور نوعي في الحرب مع «إسرائيل»، ووصلت الفصائل الفلسطينية كـ«حماس» إلى العمق «الإسرائيلي».. وعلى العموم، هناك دروس كثيرة تعلمتها من أحداث غزة:

أولهاً: إن «إسرائيل» التي كان العرب يتوقعون ويهابون قوتها بدت «هشة» وهزيلة؛ فعلى الرغم من حصار غزة وعدم وجود دول تدعمها؛ فإن المقاومة استطاعت بث الرعب في نفوس الصهاينة، ولأول مرة تفرض «حماس» على «إسرائيل» حصاراً جوياً؛ حيث أوقفت العديد من الدول رحلاتها من وإلى مطارات «إسرائيل»! ومما يقوي عزم المسلمين أن عدوهم لا يقاتلهم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر.. فالقرآن صوَّر الشخصية اليهودية ووصفها بالجبن.

ثانياً: من كان يتوقع أن من بين المسلمين من يؤيد «إسرائيل» في حربها على غزة تحت ذرائع واهية، وحجج هزيلة؛ فوقفوا في صف الصهاينة، وكانوا متصهينين أكثر من الصهاينة.

ومن المفارقات أنهم يقولون: إن من قتل الأطفال والنساء هم من جاهد الصهاينة ودافع عن أرضه وعرضه، وكأن «إسرائيل» بريئة! هذا القول ينطبق على المنافقين في عهد الرسول الكريم لما قالوا عن المسلمين في معركة «أُحد» حينما انتصر فيها الكفار: (لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) (آل عمران:168)!

ثالثاً: بعض الحكومات الغربية غضبت من إرهاب «إسرائيل»؛ فبكت رئيسة البرازيل على أطفال غزة، وأكثر من دولة سحبت سفراءها من «إسرائيل».. مقابل ذلك، أكثر الحكومات العربية التزمت الصمت، وكأن أحداث غزة في كوكب آخر! فما أكثر الذين رفعوا شعارات نصرة فلسطين وتاجروا بها لكنهم في النائبات لا وجود لهم!

رابعاً: إن اليهود الذين عاملهم رسولنا الأمين بأحسن معاملة خانوا العهد ونقضوا الاتفاقيات، والتاريخ يعيد نفسه، فليبرم العرب ما شاؤوا من الاتفاقيات والمعاهدات، لكنها في خلد الصهاينة حبر على ورق سيرمى في وجه صاحبه متى ما أرادوا؟

خامساً: إن المنظمات الدولية والإنسانية وحقوق المرأة والطفل ما هي إلا «كلام فاضٍ»، لا مكان له من الإعراب، هي فقط للتدخل في أي دولة تناسب هواهم، وإلا فأين هي من معاناة المرأة الفلسطينية والطفل الفلسطيني؟

الدروس التي نتعلمها من غزة كثيرة، ولكن مساحة المقال انتهت، والمعاناة لم تنتهِ.. ربِّ كن في عون غزة وأهلها.

للتواصل:

تويتر: @alomary2008

 

Exit mobile version