“فساد بن تلفيق”.. ومحنة الصحافة!

“فساد بن تلفيق”.. ليس صاحب شعر أبيض فقط، بل للأسف موجود في قلة من شباب الصحفيين

“فساد بن تلفيق”.. هو شخصية بلا قدرات، وقفز بأكاذيبه وفساده وتلفيقاته لأعلى، أو شخصية بقدرات واستخدامها في خدمة الشر للصعود لأعلى، والاثنان تعاني منهما الصحافة المصرية معاناة شديدة، ويقفان بشدة وراء محنتها الحالية لأنهما لم يكتفيا بخيانة الرسالة والزمالة فحسب، بل زعما أنهما على الحق المبين كسيدهما الممثل العاطفي.

فقدت الصحافة المصرية 10 من أبنائها ارتقوا إلى السماء ضحايا لرصاص الممثل العاطفي ومليشياته منذ 3 يوليو 2013م، واعتقل العشرات من أبنائها من رموز المهنة وفرسان الكلمة بقانون الحبس الاحتياطي المفتوح، من بينهم الأستاذ محسن راضي الذي وقف على سلالم نقابة الصحفيين يدافع عن أحد المحرضين على قتله وزملائه وإعدامهم الآن، والأساتذة ممدوح الولي، وأحمد عز الدين، وأحمد سبيع، وهاني صلاح الدين، وإبراهيم الدراوي الذين يعرف القاصي والداني في نقابة الصحفيين مواقفهم الوطنية والصحفية، والزملاء محمد العادلي، وشريف حشمت، ومحمد سلطان، وغيرهم من شباب الصحفيين والإعلاميين الذين حصل بعضهم على أحكام جائرة، ولكن الصحافة مع تلك المحنة العظيمة التي لم تحدث في تاريخها الحديث فقدت قيمتها ورسالتها كذلك بوجود عشرات من “فساد بن تلفيق” خدام في بلاط العسكر، ينفذون ما يؤمرون، ويكتبون ويخطبون بوحي من الثكنات ومصانع رجال أعمال “مبارك”، بوجه كالح، وقلب عفن، وضمير خرب، وقلم مسموم، وتلك طعنة غدر، فخيانة ذوي المهنة أشد وقيعة للمهنة ورسالتها.

“فساد بن تلفيق”.. ليس صاحب شعر أبيض فقط، بل للأسف موجود في قلة من شباب الصحفيين؛ حيث تم خطف بعضهم تحت سيف المعز وذهبه، بضاعته تلفيق للتهم، ونشر للأكاذيب، وتعمية على الفساد، وحماية للمفسدين والقتلة، وتبرير لعنف وإرهاب الثورة المضادة، وليس صهاينة الإعلام المصري الذين دعموا العدو الصهيوني على حساب المقاومة الفلسطينية عن ذلك ببعيد.

أحدهم دبج مقالاً مؤخراً في مزبلته التي تدعم بقوة غروب الحقيقة، سرد فيها 10 ملاحظات مسح فيها الجوخ للانقلاب العسكري وقادته، وتخطى النفاق والتملق للانبطاح إلى ممارسة التحريض السافر على إبادة المصريين المعارضين للانقلاب، وإلغاء حقوق الإنسان، وإسقاط سيادة القانون لتبرير جرائم أسياده في محرقتي فض اعتصامي رابعة والنهضة وغيرهما من المجازر.

مثل هؤلاء لا يريدون أن يفهموا أن الكلمة رسالة، وأن غيرهم خطفه الموت بخاتمة سوء بعد دقائق من مناشدته العدو الصهيوني القضاء علي المقاومة وغزة، والآخر مات على فراش موت الفجأة بذبحة صدرية، وكان يخطط أن يكون ذراع الانقلاب اليمنى في الإعلام، والآخر مات فجأة في نفس الوقت الذي فيه دعا إلى تفعيل التفويض بقتل المصريين وإهدار الدم الحرام.

إن الصحافة المصرية تعيش عصر المذبحة ومحنة الحقيقة، لكن هناك جيلاً جديداً من شباب الصحفيين يسطر بنضال قابض على جمر الحقيقة خارطة طريق إنقاذ الصحافة والصحفيين من المذبحة والمحنة والفساد، يساندهم جيل من الكبار الأحرار وصمود الزملاء المعتقلين، وتحفزهم وصايا الشهداء، وإن غداً لناظره لقريب، ولينصرن الله عز وجل الصحافة الحقة وأهلها على “فساد بن تلفيق”.

Exit mobile version