احتلال الكويت=احتلال فلسطين

تمر علينا هذه الأيام ذكرى الاحتلال العراقي البغيض لبلدي الكويت، من المجرم البائد وحزبه الفاسد، تلك الأيام التي اصطف فيها الشعب الكويتي كجسد واحد، رافضاً للاحتلال بلا تراجع، ودفع الثمن آلاف الشهداء والأسرى والمعتقلين والمعذبين والمغتصبات والمشردين، من

تمر علينا هذه الأيام ذكرى الاحتلال العراقي البغيض لبلدي الكويت، من المجرم البائد وحزبه الفاسد، تلك الأيام التي اصطف فيها الشعب الكويتي كجسد واحد، رافضاً للاحتلال بلا تراجع، ودفع الثمن آلاف الشهداء والأسرى والمعتقلين والمعذبين والمغتصبات والمشردين، من جميع طوائف المجتمع وفئاته، لان الاحتلال لم يكن يفرق بين لهجة الكويتي وأصوله وانتمائه ومذهبه ودينه، بقدر ما كان الجميع أمامه سواسية لأنهم «كويتيون» وكفى، حتى الكويتي البعثي لم يسلم منهم!!
لقد كشف الاحتلال العراقي الغاشم اللثام عن عشرات المقنعين من رؤساء دول، ورموز سياسية واعلامية وفكرية ودينية، أولهم وأسبقهم منظمة التحرير الفلسطينية «فتح»، وتلاها رؤساء دول اخرى، والتي سميت بدول الضد، مع التأكيد على اختلاف مواقف الشعوب مع قيادتهم، ممثلة بأحزاب وتيارات ومؤسسات اجتماعية، والرافضين للاحتلال جملة وتفصيلا.
الا ان الكويت تسامت فوق جراحها، وتجاوزت عمن ظلمها، وأعادت العلاقات مع تلك الدول، حفاظا على الوحدة العربية – المزعومة والمنشودة في ان واحد – بل ودعمتها ماليا وسياسيا اكثر مما مضى، لسمو الهدف، ووحدة الكلمة، ووفاء لموقف تلك الشعوب المؤيدة للحق الكويتي، التي بالمقاطعة ستتضرر، ورؤساؤها ينعمون بخيرات ورشوات البائد صدام!
والأدهى ان الكويت لها أفضال لا تعد ولا تحصى تجاه العراق، ولكنه نكران الجميل، فكان الاحتلال اجراما بمعنى الكلمة.
لقد بذل الثلاثي جهودا رائعة من اجل الكويت.. سمو الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو الامير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمهما الله، وسمو الامير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله، وبمعيتهم أعضاء الحكومة والنواب السابقون، مع دعم غير محدود من رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي.كما التف رجالات الكويت بمختلف أطيافهم حول القيادة السياسية، من اقتصاديين وسياسيين وعلماء ومشايخ واتحادات طلابية، وكانت لهم ادوار توافقية من اجل التحرير، وما مؤتمر جدة عنا ببعيد.
وفي الداخل كانت كلمة «التكافل» هي المفتاح السري للعلاقة الرائعة بين أفراد الشعب، الذين اختلطت دماؤهم من اجل الكويت.
لقد كان لوحدة الصف المفعول السحري لهذا الشعب، وكانت مقاومته للاحتلال رسالة عالمية برفضه، اما ارتباطه الصادق بالله عز جل فكان السبيل المباشر للتحرير.
ونسأل الله الا يعيد علينا هذه الأيام، ونسأله ان يعيد علينا القيم الايجابية التي برزت في تلك الفترة، من الاخلاص والايثار والتعاون والعمل دون انتظار مقابل او شكر، والمبادرة.. وغير ذلك، مما ساهمت في تقوية اللحمة بين الشعب الواحد، في الداخل والخارج، لتتحول المحنة الى منحة.
ومع هذه الذكريات المؤلمة، نستذكر معاناة الشعب الفلسطيني الأعزل، في عموم فلسطين، وخصوص غزة، فالاحتلال هو الاحتلال، والقتل هو القتل، لا فرق بين الاثنين، سوى ان ذلك عروبي مدع للاسلام، وهذا اسرائيلي صهيوني يهودي، ولكن الله منّ علينا بنعمة التحرير بفترة قصيرة قياسا بالاحتلال اليهودي، مع تأييد دولي كبير من دول التحالف للكويت.وفي حين يتعاطف اعلام الدول الغربية مع ضحايا غزة، الا ان مواقفها السياسية تتعاطف مع السياسة الاسرائيلية، فيا لها من مفارقة!!
لذا علينا التحدث دائماً بنعمة التحرير والأمن والأمان، وما رافقها من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، وان نحمد الله على ذلك ليل نهار، وان نستشعر معاناة أهل غزة، وان ندعو لهم، ونتضامن معهم اعلاميا وسياسيا وماليا ومعنويا.
والحمد لله رب العالمين.
٭٭٭
«اذا ضاع الانسان منه عشرة دنانير يضل يبحث عنها، ولكن اذ ضاع وقته فلا يهتم بذلك»، د.أبو بكر العياش.

 

Exit mobile version