غزّة وأبو خضير ومحرقة اليهود!

صواريخ “إسرائيل” الحارقة اليوم لأطفال فلسطين بغزّة، ولُهب نيران صهاينة الحقد

صواريخ “إسرائيل” الحارقة اليوم لأطفال فلسطين بغزّة، ولُهب نيران صهاينة الحقد الحارقة قبلها للطفل الفلسطيني حيّاً محمد أبو خضير (16 عاماً) وهو ذاهبٌ لصلاة الفجر.. أشغلتا العالم لتفرضا على العرب والعجم المجاهرة بلا خوف ولا تحفظات على محرقة اليهود، أهم المحرَقون كما قيل عنهم يوماً، أم الحارقون كما نراهم اليوم؟

محمد أبو خضير، ضربوه، قتلوه، أحرقوه حياً صهاينة “إسرائيل”؟

لا والله، ما ضربوه ولا قتلوه ولا أحرقوه حيّاً.. ولكن شبّه لهم.

وغزة هل أحرقتها بالأطفال والنساء قنابل تل أبيب؟

القتلى حتى يوم الأربعاء 23 يوليو 2014م حوالي 700، منهم 166 طفلاً، و67 امرأة، و37 مسناً.

الجرحى أكثر من 4500 جريح.

لا والله، ما عملوها ولكن شبّهت لهم.

تشبيهةٌ عايشتني اليوم معايشةَ الطفل البسيط يضحك من قلبه ويبكي من قلبه.. لا يرى أبو خضير جثماناً في النعش من البيت إلى القبر، بل ويراه شمعداناً فوق العرش من تل أبيب إلى نيويورك.. ولا يرى غزة محرقةً تحرقها قنابل تل أبيب مرة واحدة، بل وتحترق بها “إسرائيل” مائة مرة بالصواريخ!

غزة وأبو خضير لا يخفيان شيئاً على سبيل الحذر.. لا ينكران شيئاً على سبيل الحرص.. لا يدّعيان شيئاً على سبيل طلب الأمان.. ولا يطلبان شيئاً على سبيل طلب اللجوء السياسي والدبلوماسي.. من كان في “غزة” مسَكَ بالأرض وبقي فيها وإن سقطت عليه مئات الصواريخ؛ لأنها أرضهم.. ومن كان في “تل أبيب” هرب منها على دويّ أول صاروخ؛ لأنها ليست أرضهم.

“نتنياهو” يتوعد أمام الشاشات من التهديد بالمزيد، ويخفي خلف الشاشات من الهلع ما زاد ويزيد! إنها حنكة اليهود ومكر الصهاينة.. “شعب الله المختار”! الذي كان يرى نفسه فوق الشعوب، يشكو اليوم من الشيخوخة والتعفّن والصدأ.. ميزانٌ اختل توازنه، يريدون تقديم رجل وتأخير أخرى، دون أن تنفعهم الأولى ولا الأخرى.. يكذبون ولا يصدقهم أحد.. يحتالون في زمن لا ساحات للحيَل.. حريق أبو خضير وحرائق غزة أخرجتا الأفعى من جُحرها، ودفعتا “إسرائيل” إلى منطقة الوقت الضائع، وفي خندق الدفاع عن الحياة بالجندي الاحتياطي من اليوم، وبعد أن كانت منذ سبعين سنة مهددة للحياة بقائد الهجوم.

“إسرائيل” تخيفنا بجُحر الثعبان وهماً، والجُحرُ لا يخيف طولاً وعرضاً من يعرف الثعبان وموقع رأسه وحجمه ويلبس نعلاً بحجمه، لكن الكلّ ظلّ يخاف من الثعبان، وظلّ يخاف من كلّ الجحر ظناً منذ سبعين سنة أن الجحر كله رأسه وسُمّه! “إسرائيل” التي أشغلتنا سبعين سنة بالخوف من الجحر، لو أشغلناها سبعين يوماً بحذاء يسحق الرأس، لتحول الجثمان الضخم إلى لحاف ناعم يرقص عليه العرب من الخليج إلى المحيط.

لا خوف من ضخامة جسم الثعبان، لو عرفنا كيف نقطع رأسه.

ولا خطورة من لدغة الأفاعي إن كانت الحيّة مسحوقة الرأس.

رُعب “إسرائيل” المهيب المخيف هو اسم “إسرائيل” لا حجمها.. غدرها لا قوتها.. مكرها لا نشاطها.. فمها لا جسمها..

فطوبى لمن ألجم ذلك الفم السام، وصعد ليرقص على هذا الجسم السالك رقصة الانتصار.

 

Exit mobile version