إنهم مغلوبون فانتصر

“أنَّي مغلوب فانتصر”.. قالها نوح عليه السلام

عندما يبرأ الإنسان من حوله وطوله، وييأس من نُصرة البشر كل البشر له، ولا يلتفت إلى أحد، ويعتقد أن النصر بيد الله وحده.

عندما يشعر بضعفه ويتوجه إلى الله وحده داعياً؛ ينصره الله.

وهكذا الأنبياء..

“أنَّي مغلوب فانتصر”.. قالها نوح عليه السلام.

“علمه بحالي يغني عن سؤالي، وحسبنا الله ونعم الوكيل”.. قالها إبراهيم عليه السلام والنار أمامه.

“رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه”.. قالها يوسف عليه السلام وقد بلغت الفتنة مبلغها.

“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.. قالها يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت يقابل الموت.

“كلا إنّ معي ربي سيهدين”.. قالها موسى عليه السلام وجيش فرعون في طلبه.

“إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل“.. قالها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.

“اللهم إنْ تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبداً”.. قالها محمد صلى الله عليه وسلم.

هذه سُنة قال الله فيها: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ {110}) (يوسف).

عندها ستكون الاستجابة أسرع من الدعاء.

فيقذف الله في قلوب الأعداء الخوف والهلع، ويأتيهم من حيث لم يحتسبوا، ويقذف في قلوبهم الرعب، بينما يربط على قلوب المؤمنين ويحقق على أيدي عباده المستضعفين مقدمات الفتح المبين الذين أعدوا ما استطاعوا، وعملوا ما قدروا عليه، وتوجهوا إلى الله تعالى وتوكلوا على الله حق التوكل.

اللهم إنهم في غزة مغلوبون فانتصر، فقد خذلهم أقرب الناس إليهم وتآمروا عليهم.

إننا مغلوبون في بلادنا نحن الشعوب العربية والإسلامية فلا نملك قرارنا، ولا نشترك في السياسة الخارجية، ولم نتمكن من ترجمة مشاعرنا لعمل وطني جاد.

أهل غزة وطَّنوا أنفسهم، وعلموا أنهم ليسوا في رحلة مريحة، وليسوا في تجارة قصيرة، ويعلمون أنهم يواجهون طواغيت من خلفها طواغيت، تملك المال والقوة والقدرة على الاستخفاف بالجماهير وتأليبها حتى ترى الحق باطلاً.

لكنهم اختاروا هذا الطريق لعل غيرهم يسلكه ليكثر السالكون لطريق الكرامة.

اللهم انتصر لكل مقهور مظلوم ضعيف مستضعف، واحفظ غزة طليعة متقدمة.

وستنتصر غزة بعون الله..

 

 

Exit mobile version