كفالة الأيتام لها أهمية خاصة لدى المسلمين؛ لما ورد من توجيهات قرآنية
إن كفالة الأيتام لها أهمية خاصة لدى المسلمين؛ لما ورد من توجيهات قرآنية وأيضاً ما ورد من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحث على كفالة اليتيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وأشار بالسبّابة والوسطى”.
وقد دأب المسلمون على الكفالة الشخصية لليتيم والرعاية المباشرة له، ومع زيادة أعداد الأيتام والتي كان من شأنها أن تثقل على كاهل الكافلين تلك الرعاية الفردية لليتيم.
اليتيم في القرن الحادي والعشرين
ومع دخولنا في القرن الحادي والعشرين والذي كان من مميزاته العمل المؤسسي، بدأ التفكير الجدي في تطبيق الرعاية المؤسسية لليتيم، والذي بدأ مع بزوغ نور المنظمات الخيرية وخاصة في الكويت، والتي أطلقت فكرة رعاية اليتيم ومتابعته وإرسال تقارير مصورة عنه وعن مدى استفادته من الكفالة في الجانب الصحي والتعليمي، حيث كان يتلقى هذه الرعاية في البيت، وبإشراف المنظمة الخيرية التي تقدم بعض البرامج التربوية على مدار السنة.
بدأ بعد ذلك إنشاء المراكز المتخصصة في رعاية اليتيم بصورة أكثر تطوراً، وبإشراف يومي من خلال الطاقم التربوي داخل هذه المراكز المنتشرة في أرجاء المعمورة.
الرحمة العالمية واليتيم
وقد عاصرت الرحمة العالمية كل هذه المراحل، بل وساهمت في تطوير كفالة اليتيم في فترات عدة، إلى أن بدأنا بإنشاء نموذج الرحمة العالمية في تنمية ورعاية اليتيم بصورة متكاملة وشاملة، حيث قدمت الرحمة نموذج المجتمعات التنموية المتكاملة لرعاية اليتيم، والتي تتطلب أن نقوم بقفزة جديدة في طريقة التعامل مع اليتيم؛ لما له أثر في إعطائه فرصة جديدة وعادلة في أن يكون له دور مهم ومؤثر في هذه الحياة.
لذا كانت فكرة نقل الكفالة من دورها البسيط في الرعاية العامة لليتيم إلى الرعاية الشاملة، والتي تتطلب تجزئة الكفالة لعدة مستويات وفق رغبة المتبرع في اختياره للكفالة.
المقترح:
تقسيم كفالة اليتيم التي تقسم للمتبرع إلى ثلاثة أجزاء:
١- صندوق رعاية اليتيم:
يمتاز هذا الصندوق أنه يقدم الخدمات العامة لليتيم في الجانب التعليمي والصحي والتربوي، ودعم البرامج والأنشطة المخصصة لليتيم، ولكن بصورة جماعية وليست ليتيم معيّن.
المساهمة: 10 د.ك (عشرة دنانير كويتية).
٢- الرعاية المنزلية لليتيم:
تكون الكفالة هنا لليتيم من خلال تواجده في منزله ومع أمه أو أحد أقاربه، حيث نقدم له الدعم للجانب التعليمي والتواصل معه من خلال الزيارات الدورية للمنزل وإقامة عدة برامج وأنشطة خلال السنة.
الرعاية: 15 د.ك (خمسة عشر ديناراً كويتياً).
٣- الكفالة الشاملة لليتيم:
حيث يتم اختيار الأيتام المميزين واستقطابهم في المجمعات التنموية التي تقيمها الرحمة العالمية، والتي تمتاز برعايتهم طوال اليوم من الناحية التعليمية والصحية والتربوية والنفسية، بالإضافة إلى جانب تنمية المهارات والهوايات بصورة احترافية منذ دخوله المجمع إلى تخرجه.
الكفالة: 25 د.ك (خمسة وعشرون ديناراً كويتياً).
مميزات:
وما يميز هذا المقترح أنه يقوم بدعم اليتيم واحتياجاته المالية التي تساهم بشكل مباشر في تطوير الخدمة المقدمة لليتيم، لما لهذا من انعكاس عليه في الجانب التعليمي والحرفي والمهاراتي، بالإضافة لإكسابه بعض السلوكيات التي يحتاجها في حياته بعد فترة اليتم واعتماده على نفسه، وخاصة مهارات الثقة بالنفس، والتخطيط، والعمل، بالإضافة للقيم الإسلامية التي يكتسبها سواء داخل هذه المجمعات التنموية أو عند أسرته حسب طلب المتبرع.