في غزة تُدْمي البعوضةُ مقلةَ الأسد

عندما يتمكن الأبطال المطلوبة رؤوسهم وأهليهم وبيوتهم، المرصودة حركاتهم بالأقمار الصناعية وبالزنانات والعملاء وضعاف النفوس، وأصحاب البطون الجرباء والأيدي المرتجفة ووكلاء الاستعمار.

حاشا أن تكون غزة بعوضة فهي المأسدة في الحقيقة.

وخسئت فئة المكر والغدر الصهيونية أن تكون أُسْداً فهي مجتمعات التسلق والطحلبية والجبن.

ولكنه التقريب بين القوة المتناهية والضعف المتواري في نظر الناس.

عندما يتمكن المحاصرون لعقود طويلة في شريط مهمل إلاّ من العدوان والحرمان والمؤامرات.

عندما يتمكن الأبطال المطلوبة رؤوسهم وأهليهم وبيوتهم، المرصودة حركاتهم بالأقمار الصناعية وبالزنانات والعملاء وضعاف النفوس، وأصحاب البطون الجرباء والأيدي المرتجفة ووكلاء الاستعمار.

عندما تمكن أبطال غزة من أن يصلوا إلى عين الدب حتى لو كان (أسداً في الظاهر أمام المضبوعين) ويَدْخلون عليه في مخبئه فتصله صواريخهم الموجهة لما يزيد عن 100 كم ويذهب مولولاً يبحث عن ملاجئ كما شاهد العالم أجمع أو يبحث زعماؤه عن مبادرة هم كتبوها بأيديهم ونسبوها لمصر المقهورة لإنقاذ أنفسهم أمام مجتمعهم.

نعم هذه أيام عز وممارسات ترفع الرأس في زمن الهزائم.

لقد كسر الضعفاء في غزة أنوف العظماء ومَرّغوها بالترابِ حقاً..

برغم قضهم وقضيضهم وكثرة تبيعهم في العالم ابتداءً من أمريكا وانتهاءً بأصغر عميل صغير مروراً بالعرب والعجم إلا من رحم ربك.

لقد قال الله تعالى في كتابه للمؤمنين الذين يرون اختلال ميزان القوى:

” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ “

“لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون”.

وكما قال سعد بني أبي وقاص رضي الله عنه (على مرضه) لجيش القادسية والناس في رهبة من ملاقاة الفُرس الذين تُروى عنهم الأساطير في الفروسية والقوة حيث قال: أيها الناس إنه ألقي في روعي أنكم إذا لقيتم عدوكم هزمتموهم بإذن الله، وهكذا كانت المقاومة في غزة في رمضان حتى تكاد تقسم على الفوز والثبات، فلما سمع الناس مقالة سعد الواثقة كبروا تكبيرة عظيمة هزت أركان المكان، فقال سعد مستبشراً: لقد كبّرتم تكبيرة قومٍ عرفت فيهم العز… وينتصر جيش سعد بعد ثلاثة أيام على أعظم قوة في الأرض.

لا غرابة فإن جيش سعد المنتصر على دولة فارس هو الذي كان تبعاً للفرس والروم، وقبائله هي التي كانت حماةً لهما تابعة ذليلة تمد أيديها لأعطياتهم، حتى أنهم قالوا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

نحميك مما يلي العرب أما ما يلي الفرس فلا طاقة لنا به، وهكذا العرب اليوم!!

إنّ الشعب الغَزّي الذي أدمى مقلة نتنياهو وأوليائه وعملائه اليوم بصموده وإبداعاته وتصميمه واستهانته بالموت وفقد العزيز والخسائر في المال والممتلكات والبيوت والبنية التحتية.

إنه هو هو الشعب المقهور على مدى عقود، الذي كان يتحكم به نفر من رجال الشرطة التابعين لأنظمة محكومة لغيرها.

لكن الذي تغير في غزة هو الإنْسان نفسه، تغير فيه وعيه وأمله وعمله واحترامه لنفسه وإيمانه بربه ثم بقضيته وتصميمه على الحياة الكريمة واعتماده على نفسه بعد الله بعد أن هيأ الله له قيادة وطنية نظيفة.

لقد أخزيتم العدو الذي يمثل القوة العسكرية الرابعة دولياً والذي تسخر له كل القوى الثلاثة لدعمه ومعظم القوى الصغيرة التابعة الذليلة، “وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً”.

لكنَ وعد الآخرة جاء أو اقترب أو جاءت أطرافه وبشائره، فاستطاعت المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة الشريفة في سرايا القدس وبقية الشرفاء أن يخلطوا أوراق العدو الذي لا يقهر، استطاعت فعلاً لا قولاً كاذباً وادعاء انكشف زيفه من الأنظمة العربية التي صادرت حريات شعوبها بحجة التحرير.

ونهبت مقدرات شعوبها بحجة التسليح.

وفرضت الأحكام العرفية والاستبداد من اجل المعركة.

وفلسفوا الاستسلام عند تلقي الضربات الموجعة بشعار الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين ولم يتم رد رغم مرور السنين ولن يتم وهل يرجى من الشوك عنب؟

وصدق من قال:

لا تقل ينقصنا علم ومـال إن بالإيمان تندك الجبـــــــــــال

فقديماً لاذ كسرى بالفـرار خوف عُزلٍ من بني العُرْبِ قِـلال

تحية لأبطال غزة وتباً للصامتين الخائفين واليائسين.

وصدق الله العظيم: “ولتعلمن نبأه بعد حين”.

 

Exit mobile version