الأسواني.. حكيم بأثر رجعي!

“لم يعد الآن مسموحاً إلا برأي واحد، وفكر واحد، وكلام واحد، لم يعد مسموحاً بالنقد والاختلاف”

“لم يعد الآن مسموحاً إلا برأي واحد، وفكر واحد، وكلام واحد، لم يعد مسموحاً بالنقد والاختلاف في الرأي، لم يعد مسموحاً إلا بالمديح على حساب الحقيقة”. 

التوقيع: علاء الأسواني على “تويتر”. 

“إلى القراء الأعزاء، لقد توقفت عن الكتابة في جريدة “المصري اليوم”، أشكر لكم حسن متابعتكم لمقالاتي الأسبوعية، ونلتقي بإذن الله في مكان آخر”.

التوقيع: علاء الأسواني في جريدة “المصري اليوم”.

ما قاله الأسواني على “تويتر” لم يستطع أن يقوله على صفحات جريدة “المصري اليوم”، الجريدة التي طالما احتفت واحتفلت به، وفتحت له صفحاتها ليسودها بما شاء، وليتَّهم على صفحاتها من شاء بحق أو بدون حق، بأدلة أو بدون أدلة. 

كتب عن “مرسي” وعن الإخوان مقالات يكفي أن تقرأ عناوينها لتعرف الهدف من كتابتها، لا شيء سوى التلبيس والتدليس والاختلاق والشيطنة.

كتب:

– متى يرحل “مرسي”؟

– لماذا يقتل “مرسي” المصريين؟ 

– من يطرد الخرفان؟ 

– كيف تكذب وتحتفظ بوضوئك؟

– لماذا فاز “مرسي”؟

– مصر في مواجهة الفاشية؟

ولطالما تحدث عن فاشية دينية وقمع وقتل وسجن واعتقال لا توجد إلا في خياله الليبرالي! 

ذكرت بعض عناوين الأديب الليبرالي علاء الأسواني الذي ردد من خلالها بأسلوب أدبي ساخر كل اختراعات واختلاقات الإعلام المصري المملوك للدولة.. دولة “مبارك”، ولرجال الأعمال الانتهازيين، ولمؤسسة الفساد الضاربة بجذورها في أعماق التربة المصرية المنكوبة ضد رئيس مصر النبيل الفقير القادم من قلب الطبقات الكادحة ومن بين أوساط المهمشين، الرجل المنتخب ديمقراطياً بعد معركة انتخابية نظيفة وشرسة.

ردد علاء الأسواني ترهات الإعلام غير المعقولة، وتطرق هو نفسه في الادعاء والسب والقذف والسخرية والتهكم، دون أن يرد عليه أحد فضلاً عن أن يمنع أو يقصف له قلم أو تغير له كلمة!

طالب برحيل الرئيس المنتخب المنتمي لـ”جماعة فاشية”! وشكك في الانتخابات، وشكك في الذمم، ودعا الجيش إلى التدخل وساند تحركه وصفق لما حدث في 30 يونيو باعتباره تخلصاً من فاشية دينية؛ جماعة الإخوان المسلمين التي تتحداهم أن يأتوا بدليل واحد من ممارساتها على الأرض على فاشيتها.

وانقلب الجيش المصري على الديمقراطية المصرية الوليدة!

فهل كان الأديب الكبير! يعتقد أن الجيش المؤيَّد من رجال الأعمال الفاسدين، وعلى رأسهم “ساويرس”، انقلب من أجل ديمقراطية أفضل من التي كانت قائمة؟ 

وهل كان يعتقد الليبرالي علاء الأسواني أن شيطنة وعزل فصيل مصري مهما كان اختلاف الأسواني معه وعدم حبه له، ثم منعه وتجريمه سيحول مصر إلى واحة للحرية؟ 

وهل كان يعتقد أن انتهاك حقوق الإنسان سيقتصر على من يكرههم سيادته ويسميهم “فاشيين” ظلماً وزوراً؟ 

وهل كان علاء الأسواني يعتقد أن الجيش منع القنوات التي لا تؤيده وعلى رأسها قناة “الجزيرة” من أجل استبدالها بإعلام أكثر شفافية وأحسن مهنية؟ وأن المجال سيفتح له ولأمثاله من الليبراليين والقوميين والشيوعيين وبقية أطياف العلمانيين ليقولوا وليكتبوا ما شاؤوا؟

إذن فهو، لا شك، غافل لا يعلم ألف باء الدكتاتورية والاستبداد التي لخصها فرعون منذ آلاف السنين في: “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”! 

الاستبداد أيها الأديب “النحرير” الفاطن الحاذق العاقل لا يسمح للشعب – كل الشعب – أن يرى إلا بعيون المستبد، والمستبد لا يرى هدياً ولا رشاداً إلا في رؤيته هو الخاصة، وخارطة طريقه هو الخاصة.

آلآن؟!

“لم يعد الآن مسموحاً إلا برأي واحد، وفكر واحد، وكلام واحد، لم يعد مسموحاً بالنقد والاختلاف في الرأي، لم يعد مسموحاً إلا بالمديح على حساب الحقيقة”. 

آلآن قد عرفت وتعلمت وصرت حكيماً؟!

بعد فوات الأوان! 

Too Late!!

Too Late!!

 

 

Exit mobile version