اللقاء الأخير مع الشيخ.. نادر النوري يرحمه الله

أبشر يا أخي نادر، فقد شهد لك الجمع الغفير بالصلاح والتقوى والإخلاص بعد وفاتك

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

أبشر يا أخي نادر، فقد شهد لك الجمع الغفير بالصلاح والتقوى والإخلاص بعد وفاتك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وجبت لك الجنة إن شاء الله تعالى، وهذا ما بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم حين مرت جنازة أمامه فأثنى عليها الناس الثناء الحسن، فقال: “وجبت لها الجنة”، وإننا لنشهد لك الآن ويوم الدين بحبك لله ورسوله ودعوته وقد أديت الأمانة، ونصحت الأمة، وابتغيت فيما آتاك الله الدار الآخرة أثناء شبابك، وأثناء عملك في وزارة الأوقاف، وأثناء أمانتك لجمعية عبدالله النوري الخيرية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، فقد كان مكتبك ومكان إقامتك قبلةً للمحتاجين والسائلين والمحرومين، كنت محباً ورفيقاً ومرشداً ومعيناً وموجهاً للشباب والدعاة وبحكم عملك وكيلاً مساعداً بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقاً يتلقون منكم العون والنصيحة والإرشاد تزورهم في بلادهم وتعينهم في مشاريعهم.

كنت متواضعاً محبوباً، مخلصاً، ثابتاً، خطيباً، كاتباً رقيق القلب حنوناً، معطاء كريماً، كنت خير خلف للدعاة من أقاربك وأجدادك مثل الشيخ عبدالله النوري يرحمه الله.

صبرت على ابتلاء المرض مدة طويلة وأنت محتسب، والصابرون يوفون أجورهم يوم القيامة بغير حساب، يصب عليهم الأجر صباً، فهنيئاً لك.

يشهد الله أننا قضينا معك أحسن الأوقات، وسمعنا منك أحسن الدروس والعظات، وقرأنا لك في مجلة “المجتمع” سلسلتك “رسائل الإخاء” التي كنت تحرص على هذه الأخوة حرصاً شديداً بدليل قولك لي قبل شهر تقريباً من وفاتك بتاريخ 13/03/2014م حين عدتك في المستشفى حين قلت لك: إن إخوانك يسلمون عليك وكانوا في رحلة للبر فأجبتني كتابياً على سبورة صغيرة بيدك: “وأنا أحبكم سامحوني وحللوني”، وكأنك تعلم بقرب موعد انتهاء أجلك.

اللهم إننا سامحناك وحللناك أخانا نادر النوري، اللهم اجمعنا معه في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وعوضنا ألف نادر ليعلي شأن الإسلام والدعوة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

Exit mobile version