قصتي مع “موشه قصاب” يوم اغتيال الشيخ “ياسين”

اتهم “قصاب” الشيخ الشهيد بالإرهاب، وبأنه كان لا بد من تصفيته، استوعبنا ساعتها مدى التخوف الصهيوني من ردود الفعل المحتملة على جريمة الاغتيال

وافق يوم السبت 22/3/2014م ذكرى مرور 10 سنوات على اغتيال شيخ الشهداء الشيخ المجاهد أحمد ياسين على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني، وأتذكر أن “موشيه قصاب” والذي كان يشغل منصب رئيس الكيان الصهيوني يومئذ (والمسجون حالياً بتهمة اغتصاب موظفات في مكتبه) التقى قبل اغتيال الشيخ ياسين برؤساء تحرير الصحف العربية في فلسطين المحتلة في مكتبه، وقد علمنا أن سبب ذلك اللقاء هو أن الكيان الصهيوني كان متخوفاً من رد الفعل في الشارع الفلسطيني في الداخل على خلفية جريمته النكراء، مسترشداً بدروس انتفاضة القدس والأقصى. 

في ذلك اللقاء اتهم “قصاب” الشيخ الشهيد بالإرهاب، وبأنه كان لا بد من تصفيته، استوعبنا ساعتها مدى التخوف الصهيوني من ردود الفعل المحتملة على جريمة الاغتيال التي أقدم عليها، وعلمنا أن “قصاب” أراد أن يوصل رسالة تهدئة للجماهير الفلسطينية في الداخل الفلسطيني، خاصة وأنها على أعتاب “يوم الأرض” المعروف بأنه يوم تصعيدي ( 30 مارس من كل عام). 

   كنت حاضراً المؤتمر الصحفي، حقيقة لم أحتمل الكلام الذي كنت  أسمعه من “قصاب”، وما أن انتهى حتى نزلت عليه بوابل من الأسئلة تنفي تهمة الإرهاب عن الشهيد وتسمي المجرم المحتل باسمه، خاصة وقد شهدت الفترة المعنية مساعي عديدة لتوقيع هدنة مع الاحتلال، كان الأخير يخرقها في كل مرة باغتيال شخصية قيادية مرموقة لأنه لم يكن مهتماً سوى القتل ساعتئذ، وقد سبق عملية اغتيال الشيخ الإمام أحمد ياسين تقرير بثته “القناة الإسرائيلية الثانية”، يتحدث عن مبادرة من الشيخ لتوقيع هدنة مع الاحتلال الصهيوني مدتها 30 عاماً على أن تقام الدولة الفلسطينية، وكان جواب المحتل الغاصب صاروخ الاغتيال الذي حول الشيخ الإمام من الشيخ الإمام إلى الشيخ الإمام الشهيد بإذن الله تعالى، وكان هذا السؤال من ضمن ما وجهته للرئيس المُغتصِب، فما كان منه إلا أن غضب وأنهى المؤتمر الصحفي ودخل إلى غرفته مسرعاً وهو يقول: “أنا أسمع من رئيس الحكومة أموراً غير التي تقول”، في محاولة منه لنفي التهمة عن احتلاله. 

بعدها حاول الملحق الصحفي في مكتبه أن “يشرح” لي ولمرافقي الأستاذ إياد النائل الموقف الصهيوني؛ فرفضت الاستماع إليه وأسرعت بمغادرة قاعة المؤتمر الصحفي نحو سيارتي، ومن ثم نحو المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الظهر ومن ثم إلى بلدتي الحبيبة أم الفحم. 

  هي الثوابت الفلسطينية التي لا تقبل التجزئة والقسمة حتى وإن كثر المتخلون عنها في زماننا، لكنني وقد رضعت مبادئي وثوابتي  من لبن صافٍ في فترة مبكرة من عمري، أبيت أن أدع “القصاب” يصف الإمام الشيخ الشهيد بالإرهابي، ويقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وأقف صامتاً حتى لو كان على حساب إفشال المؤتمر الصحفي، وهو ما كان.      

 

Exit mobile version