تحالف إستراتيجي مع «الصهاينة» على المكشوف!

بات كل شيء على المكشوف.. بات العدو التاريخي أقرب الأصدقاء.. باتت «إسرائيل» الصديق الصدوق والحليف الإستراتيجي للانقلاب الدموي في مصر.

بات كل شيء على المكشوف.. بات العدو التاريخي أقرب الأصدقاء.. باتت «إسرائيل» الصديق الصدوق والحليف الإستراتيجي للانقلاب الدموي في مصر.. وباتت غزة هي العدو.. وتم نسيان فلسطين بالمرة.. وبات قائد الجيش يشكِّل من جيش مصر «وحدةً للتدخل السريع» لمقاومة شعبه تحت زعم مقاومة «الإرهاب» المحتمل! وهنا نفهم حقيقة ما أعلنه الكاتب «براك ربيد» في صحيفة «هاآرتس» الأربعاء 19/3/2014م بأنّ: «إسرائيل توجهت إلى مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، وإلى أعضاء كبار في الكونجرس بطلبٍ يدعوهم إلى عدم وقف تزويد الجيش المصري بعشر مروحيات هجومية متطورة من طراز أباتشي»، وأضاف أنّ «إسرائيل حاولت منع تجميد المساعدة العسكرية الأمريكية للجيش المصري، والآن تحاول إقناع الإدارة الأمريكية والكونجرس باستئنافها».  وقد برر الكيان الصهيوني طلبه هذا – حسب مسؤول كبير في القدس – «بأن تزويد مصر بالمروحيات أمر حرج من أجل مكافحة منظمات الجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء، وسيساهم في تحسين الوضع الأمني في المنطقة». وهكذا.. لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني يطالب الكيان الصهيوني حليفه الكبير في واشنطن بتزويد دولة عربية بطائرات مقاتلة، بعد أن كنا نسمع ونتابع احتجاجات الصهاينة على تزويد دول عربية بأسلحة للدفاع عن النفس، ولكَمْ سمعنا عبارة الاحتجاج الشهيرة: «إن تلك الصفقة تخل بالتوازن الإستراتيجي في المنطقة».  ما الذي تغير إذاً حتى بات الكيان الصهيوني يحرص على حل مشكلات مصر والسعي لمساعدتها وتقوية جيشها ومده بأحدث الأسلحة؟! نعم.. لقد باتت مصر الكبرى صاحبة التاريخ الناصع في الكفاح والتضحيات في سبيل فلسطين باتت اليوم – على أيدي الانقلاب – تكافح من أجل أمان الصهاينة.. فقد تحولت سيناء إلى شبه منطقة آمنة للصهاينة، بعد الغارات المتواصلة على أهلها من قبل قوات الانقلاب، وبات عدو الانقلاب في مصر هو نفس عدو الكيان الصهيوني، وبات كل شخص منتَخَب انتخاباً حراً ديمقراطياً بدءاً من الرئيس «مرسي» حتى آخر شخص منتَخَب هو العدو، وبات كل مَنْ يؤمن بالمشروع الإسلامي عدواً إرهابياً؛ ولذا فقد بات الحديث عن «حماس» جريمة، وبات اللقاء مع قادتها خيانة وتآمراً وتجسساً يستحق الرئيس المنتَخَب للبلاد عليها المحاكمة، لكن الزيارات المتواصلة من قادة الانقلاب للكيان الصهيوني – العدو التاريخي للأمة – بدءاً من زيارة «البرادعي» حتى الزيارة الأخيرة للوفد العسكري عملاً وطنياً، وكله معلن «عيني عينك».. وما خفي كان أعظم.. وليس ذلك فحسب، بل ويخرج المتحدث العسكري ليلقي بياناً رسمياً عن الزيارات، ويتم الإعلان عن الهدف من اللقاء في بيان رسمي وهو «تأمين الحدود المشتركة».. تأمين الحدود ممن؟ وضد من بالضبط؟ فالمتواجدون على الحدود من ناحية هم أهلنا في غزة، ومن الجهة الثانية هم أهلنا في سيناء.. المتواجدون على الحدود هم عرب مسلمون.. فكيف يتحالف الانقلاب مع العدو التاريخي للأمة لتأمين حدوده من بني جلدتنا؟!  الهدف الصهيوني قبل زيارة «السادات» للقدس في 29/11/1977م هو إخراج مصر من ساحة الحرب ضد «إسرائيل»، وقد تم بالفعل إخراجها باتفاقيات «كامب ديفيد» (17/9/1978م) لتتحول قواتها من قوات تهديد للعدو إلى طوق حماية للصديق الجديد (الصهيوني) من أي عدوان، ثم تحولت بعد الانقلاب الدموي إلى تحالف عسكري وإستراتيجي ينطلق من نفس خندق العدو ضد الشعب الفلسطيني من جانب، وضد الشعب المصري من جانب آخر.  وبينما يقوم «محمود عباس» في الضفة الغربية بتنفيذ بنود التنسيق الأمني مع الجيش الصهيوني بمراقبة أمريكية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة؛ حيث يتم تأمين القوات الصهيونية، وتجري عمليات اعتقال واسعة لتيار المقاومة، ولكَمْ تابعنا كيف أن قوات «عباس» الأمنية أعادت إلى أحضان الجيش الصهيوني جنوداً وضباطاً ضلوا طريقهم ووجدوا أنفسهم بين الفلسطينيين، وذلك بدلاً من مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين مثلما فعلت «حماس». واليوم يقوم قادة الانقلاب بتنفيذ تنسيق أمني وتحالف إستراتيجي مع الصهاينة، بل وأكثر من ذلك.. قصف متواصل لمنازل سكان سيناء على اعتبار أنها مقرات إرهابية، ولم يقدم قادة الانقلاب العسكري حتى الآن قضية واحدة تثبت أن من يتم قصفهم أو ضبطهم أو قتلهم يرتكبون عمليات إرهابية.  فلِمَ لا تقوم «إسرائيل» بعد كل هذا بالسعي لدعم قوات الانقلاب؟! كل التصريحات التي تصدر من الجانب الصهيوني منذ الانقلاب حتى اليوم تصب في تمجيد قائد الانقلاب، وتعتبره بطلاً لهم، وتعتبر انقلابه عيداً قومياً لـ«إسرائيل»، ولم تصدر تصريحات ولا احتفاءات بذلك الانقلاب مثلما حدث في الكيان الصهيوني، وتلك كارثة لم يحفل التاريخ بمثلها.. فكوارث الانقلاب منذ أن حلَّ بمصر لم يحدث مثلها في التاريخ!

 

Shaban1212@gmail.com

twitter: @shabanpress

 

Exit mobile version