نقابة المعلمين وكلفة الفوز

فاز المعلمون بالأردن بعد ستين عاماً من المحاولات للحصول على نقابة لهم كانت موجودة في عام 1956م ثم سلبت

فاز المعلمون بالأردن بعد ستين عاماً من المحاولات للحصول على نقابة لهم كانت موجودة في عام 1956م ثم سلبت.

وإن كان حصولهم على نقابة تمثل هذه الشريحة الأوسع من الموظفين، من أدنى درجات الحقوق الوطنية، ثم هي خدمة للمجتمع والدولة في بناء مؤسسات مجتمع مدني ديمقراطي متقدم لبناء دولة متقدمة.

وهذا هو الفوز الحقيقي والرئيس الذي يجب أن لا ينساه المعلمون الذين استعادوا نقابتهم وانتزعوها من بين أيدي التسلط الفردي والعقلية العرفية بعد أن كانت المطالبة بها قبل عامين تصنف في باب تدمير التعليم والمستقبل الثقافي كما كنا نقرأ لكتاب ما يطلبه الممولون.

وهذه الانتخابات الثانية التي تجري لنقابة المعلمين والتي لا زال المعلمون المتقاعدون محرومين من الانتساب لها بفرمانات مرفوضة، وهل من الانصاف حرمان المعلم الذي أفنى ثلاثين سنة من عمره معلماً- او تزيد من أن يكون عضواً في نقابته المهنية؟

بعد هذه الانتخابات التي تعتبر الأولى بعد التأسيس أعتبر جميع المعلمين والمعلمات قد فازوا فيها، سواء من ابتلي بالنجاح أو من أعفي من تحمل المسؤولية التنفيذية المباشرة- بشرف.

لأن المعول عليه والمرجو هو ما تقوم به النقابة لمنتسبيها وطلابها ومستقبل أبناء شعبها لا بأشخاص النقابيين في مجلس النقابة وإدارتها والقائمين عليها.

إن كلفة الفوز على الفائزين كبيرة وشاقة وهي امتحان علني يرقبه القاصي والداني، ويرتب على الفائزين أعباء كبيرة تضاف لمسؤولياتهم المرهقة.

فهل سنرى نقابة ترد للمعلم كرامته وحقوقه وتسهل له مهمته وعمله وتوفر له بيئة فنية واجتماعية ومعيشية مميزة؟  حتى لا يبقى.

  على كتفيه يبلغ المجد غيره      وما هو إلا للتسلق سُلّم

 هل ستعيده قائداً مستأمناً على الجيل ثقافة وتربية وتعليماً وإعداداً يتناسب مع المأمول من الشباب مستقبلاً.

هل ستعيد النقابة للمناهج التعليمية رسالتها الوطنية التي تتمكن من تفجير الطاقات الشبابية، وتؤهل الشباب ليعيشوا عصرهم ويأخذوا بأيدي أمتهم نحو الرقي والازدهار؟

هل تتمكن النقابة من إعادة بناء جسور التواصل الحقيقية مع الآباء والأمهات والمجتمع كله كما كانت في ستينيات القرن الماضي؛ حيث كان المواطن يتمنى أن يكون معلماً، لِمَا يجد من مكانة اجتماعية مقدرة ودوراً رسا ليا للمعلم.

إنَّ من يظن أن الفوز هو بحجز مقاعد المؤسسة المتنافس عليها والتعبير عنه بالانتزاع والتفاخر والتعالي بعيداً عن قيم العمل النقابي السليم هو الخطر بعينه، لأن ذلك يعني سجن (الأمل والمطلوب الواجب) لمدة سنتين أو أكثر للدخول في دورة نزاع جديدة لا يكون المشروع فيها حاضراً، وحرمان النقابة من شريحة كبيرة من منتسبيها الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز.

وإنّ الواجب الوطني على من فاز، ومن لم يفز في جولة الانتخابات هذه، أن يستشعر مسؤوليته التي لا تتخلف بعدم الفوز، من أجل استكمال بناء النقابة بالنصح الخالص والنقد البناء والاستعداد للإسهام الإيجابي في العمل المشترك، لأن المؤسسة أهم من الأشخاص على فضلهم.

وحاشا لأحد من الزملاء الكرام أن يمارس دور المستأثر الإقصائي، أو دور المعيق المعرقل المترصد للأخطاء.

نعمت المهنة والرسالة، وتحية لمن يحملها بحقها.

مبارك للمعلمين نقابتهم وتنافسهم وفوزهم.

                                        

 

Exit mobile version