أكاذيب شرطة السماء وأعظم الفقه

يتشدق علماءٌ وخطباءُ جمعةٍ وخطباء محافل عامة، وهم ليسوا أكثر من خطوب على الناس ومصالحهم بما يسمونه فقهاً وعلماً وفتاوى

يتشدق علماءٌ وخطباءُ جمعةٍ وخطباء محافل عامة، وهم ليسوا أكثر من خطوب على الناس ومصالحهم بما يسمونه فقهاً وعلماً وفتاوى.

وليسوا أكثر من قوم ركبوا ذيل بغلة السلطان ليزدادوا بها مالاً وجاهاً وشهرة، المهم أنْ يرتبطوا بالسلطان ولو بذيلٍ بغلة في إسطبلاته والتواضع مطلوب!

يقولون ما يطلبه مدير إسطبل “البغال أجلَّكم الله” وليس ما يريده فَرّاش السلطان أو حتى كاتب السلطان.. لا السلطان نفسه.. ليحكم السلطان بأمر السماء والأرض معاً، وينسون قول الله ورسوله. (لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79}) (البقرة).

ماذا يقولون والناس في جرح عميق في كرامتهم باغتيال الشهيد رائد زعيتر، ومن قبله الشرطي إبراهيم الجراح رحمه الله، ومن قبلهما مئات الآلاف من الأطهار الأحرار والحبل على الجرار؟

أُرسل هذه الكلمات للقاعدين، ومُقْعَدي الهمة والوعي والفهم، والواقعين (بياء واحدة) – بدعوى الواقعية – وللمسترزقين بدين الله.

قرأت فتوى أشعرتني بالعزة والألم في آن واحد، جاء في كتبنا الفقهية تحت عنوان مسْألة:

“امرأة سبيت بالمشرق، وجَبَ على أهل المغرب استنقاذها مهما كلفهم ذلك، وينفق الإمام ما في بيت المال، فإن فني أنفق ماله هو كله، فإن لم يفِ استدان من الرعية على حساب بيت المال حتى يستنقذ هذه المرأة السبية”.

كم أسيرةٍ لنا في سجون الاحتلال وأسيرٍ!

وكم مغدورٍ ومقتول مِنّــــا بأيدي أعدائنا.

وكم كرامة لنا ديست.

وكم لنا من حرمات قد انتهكت.

كم طفلٍ بكى، وكم شيخٍ استغاث واشتكى!

وكم والدة مكلومة احترق قلبها على فلذة كبدها في سجون الاحتلال والغدر والظلم ولا تتمكن حتى من زيارته قبل موتها أو موته… وماذا يخطبون وبمَ يفتون؟

إنهم في أبراجهم على الأرائك متكئون، ولم يتحركوا لنجدة مستغيث في الشرق، ولم يَرّف له جفن، إلا بمقدار دموع الدجاج الأَبله المذبوح بعد ساعة أو بعض ساعة وهو ينظر ويتململ ولكن داخل القفص فقط.

يا أصحاب الفتاوى الميتة والفقه الأعرج النائم المخدّر، والفهم السقيم الأعوج.

 يا من تقضون أعماركم للتأليف في علوم نقض الوضوء وأنواع النجاسات وحكم دم البعوض.. إنّ دماء المظلومين مسفوحة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وليس آخرها دم الشهيد القاضي رائد زعيتر.

 وهل كان فهم مقدم على “نُصِرت يا عمرو بن سالم” كما قال النبي عليه الصلاة والسلام “وعمرو مشرك لكنه مظلوم مستجير”؟

أموال خزائن المسلمين تنفق للوقوف مع الظالم ضد المرأة المظلومة وأخواتها  بمليارات الدولارات، أو لحدائق الحيوانات في الغرب بينما أفواه الجياع وأجسادهم وأمنهم وكرامتهم في عين العاصفة فماذا يقول المظلوم الفقير لهم أمام حكم عدل؟

 

 

 

 

Exit mobile version