أم نضال فرحات.. «خنساء فلسطين» وسيدة المقاومة

 

10 أعوام على رحيل أم نضال فرحات المعروفة بـ«خنساء فلسطين» بعد رحلة جهادية مشرّفة، قدّمت خلالها ثلاثة من أبنائها شهداء، وهي أول فلسطينية تودع نجلها قبل خروجه لتنفيذ عملية استشهادية.

أم نضال فرحات الأم الروحية للشباب المجاهدين من «كتائب القسام»، وكانت في رمضان تتفقّد المُرابطين على ثغور وحدود غزة وتُحضّر لهم طعام السحور، وقد قصف منزلها 4 مرات من قبل طائرات العدو الصهيوني.

ولدت مريم فرحات في 24 ديسمبر 1949، لأسرة بسيطة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، ولديها من الإخوة 10 ومن الأخوات 5، ولها 6 أبناء (استشهد 3 منهم)، و4 بنات.

سميت الراحلة بـ«بأم الرجال، وأم الشهداء، وأم الفقراء، وحاضنة المطاردين»، عاشت حرب عام 1956 وتأثرت بالمد القومي بداية ستينيات القرن الماضي، وشهدت نكسة يونيو 1967، وانتمت إلى الحركة الإسلامية أواخر ستينيات وبدايات سبعينيات القرن الماضي.

حاضنة المقاومين

ظل بيتها مأوى للمجاهدين، مثل محمد الضيف، وعوض سلمي، ومحمد دخان، ورائد الحلاق، وتيتو مسعود، وأيمن مهنا، وعماد عقل الذي بقي ما يقارب عامًا كاملًا مختبئًا عندها إلى أن استشهد في منزلها بعد اشتباكه مع قوة صهيونية عام 1993.

لم يتوقف دور أم نضال الجهادي عند هذا الحد، بل ربت أبناءها الستة على حب الجهاد في سبيل الله، فانضموا جميعاً إلى «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين.

لحظة فارقة

عانت أم نضال فرحات أثناء مسيرتها النضالية؛ حيث استشهد ثلاثة من أبنائها، وكانت لحظة فارقة في حياة أم نضال يوم أن ودعت ولدها وزفته بنفسها إلى جنان الخلد والحور العين، فقد ظهرت مع ابنها محمد الاستشهادي القسامي الذي نفّذ عملية اقتحام مستوطنة عتصمونا عام 2002، وهي تقبله قبلات الوداع، وتقول: «تزحزح قليلاً يا بني، ضع يدك على كتفي، دعني أقبلك قبلة الوداع، هيا التقط صورتك أيها المصور وأنا أزف ولدي إلى الشهادة».

وفي عام 2003، استشهد نجلها البكر نضال وكان أحد قادة «كتائب القسام»، وأحد المهندسين الأوائل الذين شكلوا وحدة الصواريخ في «كتائب القسام»، ولم يمر عامان حتى استشهد ولدها الثالث رواد بعدما قصف الاحتلال سيارته في قطاع غزة في عام 2005.

كما قضى ولد أم نضال الرابع 11 عاماً أسيراً في سجون الاحتلال الصهيوني، كما قصف العدو بيتها أربع مرات بالصواريخ، قدر الله أن تنجو منها جميعاً.

نشاطها ومقاومتها

كشف نجلها مؤمن، في لقاء عبر إذاعة «الأقصى» أن أمه شاركت عناصر من «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، في معركتي «الفرقان»، و«حجارة السجيل» بقصف المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بالقذائف الصاروخية من قطاع غزة.

انخرطت فرحات بالعمل النسوي والمؤسساتي؛ فكانت رئيسة جمعية الشموع المضيئة لرعاية أبناء الشهداء، واهتمت بإغاثة الأسر الفقيرة.

وترشحت أم نضال على قائمة حركة «حماس» للمجلس التشريعي الفلسطيني، وسافرت ضمن وفود الحركة إلى بعض الدول، وقدمت القدوة الحسنة لنساء الأمة في خدمة أهليهن، وصون الدور الاجتماعي الرائد لهن.

من أقوالها الخالدة

من أشهر ما قالته أم نضال: «كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلاً».

مريم فرحات نذرت أبناءها لله، فقالت لهم ذات يوم: «أرضكم مدنسة وأنتم تنظرون، أريدكم منتصرين أو على الأعناق محمولين».

ومن أقوالها في وداع ولدها محمد: «أنا لا أودع ابني إلى الموت لا بل إلى حياة أفضل من حياتنا هذه».

وعند استشهاد 3 من أبنائها قالت: «لم يسلبني الاحتلال أبنائي، بل أنا قدمتهم راضية مختارة للشهادة».

تشييع مهيب

وعانت في آخر سنوات حياتها من الأمراض وتنقلت بين غزة ومصر وسورية للعلاج.

وتوفيت بمستشفى الشفاء في غزة في 17 مارس 2013، وشيعها آلاف الفلسطينيين في موكب عسكري مهيب من المسجد العمري بمدينة غزة بحضور العديد من الشخصيات الرسمية، ودُفنت في مقبرة الشهداء.

 

 

 

 

____________________

(*) نقلاً عن مواقع فلسطينية.

Exit mobile version