عندما شاهدت أمينة خاتون لقطات إخبارية لامرأة تركية وأطفالها عالقين تحت أنقاض زلزال مدمر يطلبون المساعدة، لم تفكر اللاجئة الروهينجية في دلهي مرتين، قبل بيع آخر قطعة مجوهرات لها لشراء مواد الإغاثة للتبرع بها.
هذه المساهمة لا بد أن تتسبب في مشكلات مادية لـ«أمينة» (56 عامًا)، وعائلتها، الذين فروا من ميانمار قبل 18 عامًا، أكثر من معظم المتبرعين عند السفارة التركية.
ضاع كوخهم في أحد الأحياء الفقيرة على ضفاف نهر يامونا في حريق في عام 2018، وكانت قد اشترت زوجًا من الأساور الذهبية بمدخرات 4 سنوات في عام 2021 كتأمين لها في مقابل ملمات الزمن، ولكنها وفي العام نفسه، كان عليها أن تبيع واحدة من السوارين لإجراء عملية جراحية احتاجتها.
«هذه كارثة كبيرة، لو عدنا إلى الوطن في ميانمار، لكنا قد بعنا بعضًا من أراضينا وتبرعنا بها، أشعر بالرضا لأنني قادرة على فعل شيء ما لأنني كنت أمتلك هذا السوار، لقد واجهنا ما يواجهه الناس هناك الآن بسبب الزلزال؛ وهو العيش بدون منزل وبدون دعم».
بـ65 ألف روبية من بيع السوار، وبعض الأموال الإضافية من مدخراتهم، اشترت عائلة أمينة البسكويت والسترات ومسحوق الحليب والملابس النسائية والبطانيات؛ ملأت بها سيارتين أجرة وتوجهت إلى السفارة من مسكنهم في ذاكر ناجار بجنوب شرق دلهي.
يقول ابنها حسين: جاءت أمي في منتصف الليل (بين الخميس والجمعة) وعرضت علينا الفيديو قائلة: إنه يجب علينا أن نساعدهم، قلت: ليس لدينا أي شيء نعطيه، فخلعت سوارها وقالت: سأبيع هذا.
قام أمان الله، زوج أمينة، برحلة طويلة بالقارب من مسقط رأسهما بوثيداونج أسفل نهر مايو إلى سيتوي، عاصمة ولاية راخين في ميانمار.
كان يمتلك شاحنتين وفندقًا وواحدًا من الهاتفين الوحيدين في بوثيدونج، حتى فر إلى كوكس بازار في بنجلاديش مع زوجته وأطفاله السبعة في عام 2005.
لاحقًا، تبعوا ابنهم عبدالله، الذي تزوج من لاجئة من الروهينجا في دلهي، إلى الهند في عام 2012.
سافرت العائلة على متن حافلة من شيتاجونج إلى الحدود بين الهند وبنجلاديش في مكان ما بالقرب من كلكتا وسارت عبرها مع مرشدين محليين.
استقلوا قطارًا إلى دلهي واستقروا أولاً في خيمة مقابل مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين قبل الانتقال من حي فقير إلى حي فقير آخر.
تقول أمينة: نحن نعرف تركيا، في بنجلاديش، بنوا لنا مستشفى بالقرب من معسكرنا عندما احترق معسكرنا (أكواخ من القش في سهول يامونا الفيضية في كانشان كونج) في حريق (في عام 2018)، جاءت لنا مجموعات للمعاونة يحملون العلم التركي.
أمان الله يدير الآن محل بقالة مع ابنه حسين، ثلاثة من أبناء أمينة متزوجون، والرابع، علي جوهر، موظف رئيس في مجموعة الروهينجا الرئيسة في الهند؛ «مبادرة الروهينجا لحقوق الإنسان».
تعيش الأسرة على أرباح متجر البقالة والزمالة البحثية التي يمتلكها علي، كانت أخته تسميدا أول فتاة في مجتمع الروهنجيا في دلهي تلتحق بالكلية.
تقول تسميدا: لديَّ الآن تأشيرة للذهاب إلى كندا، لكن الهند لا تصدر تأشيرات خروج لـ«المهاجرين غير الشرعيين»!، والروهنجيا يصنفون على أنهم غير شرعيين، طلب تأشيرات الخروج للروهنجيا قيد التقاضي الآن في محكمة دلهي العليا.
يقول حسين: لم تكن تريدنا أن نخبر أحداً عن هذا، لكن علياً أخبرها أنه إذا قرأ الناس عن هذا، فقد يتم تقديم المزيد من المساعدة، كنا سنساهم في سورية أيضًا، ولكن لم يكن بإمكاننا سوى تحمل هذا القدر، لذلك فكرنا في التبرع لتركيا أولاً لأن الفيديو الذي شاهدناه كان من تركيا.
وقد وصل العديد من العائلات ومجموعات الطلاب على مدار عدة أيام للتبرع في السفارة التركية في دلهي.
تقول أمينة: عندما سُئلت عما إذا كانت قد ساهمت بأكثر مما تستطيع تحمله، محنتهم تحطم قلبي، وهذا يمكن أن يحدث هذا لأي منا، إعطاؤهم سواري هو أفضل استخدام له.
_____________________
المصدر: «The Telegraph».