توفي، الجمعة، عود علي خميس الفزيع، أحد رواد العمل الخيري في الكويت، عن عمر ناهز 76 عاماً.
كرس الفقيد، رحمه الله، حياته للعمل الخيري، وأنجز مئات المشاريع الخيرية في الكويت منذ السبعينيات، وقد سافر إلى 42 دولة لتنفيذ المشروعات الخيرية.
جمع بين الدعوة والخطابة والدروس والخواطر والعمل الخيري، فضلاً عن الارتحال إلى خارج الكويت لتنفيذ ومتابعة العمل في المشروعات الخيرية الكويتية.
ولد في شرق بمنطقة المطبة عام 1946م، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الشرقية، ومدرسة المتنبي في المرحلة المتوسطة، ثم المرحلة الثانوية في ثانوية كيفان.
درس في مصر وتخرج عام 1970م، وعمل في وزارة الخارجية الكويتية لمدة 10 سنوات، وأكمل دراسته الشرعية في السعودية حيث مكث فيها 7 سنوات ونصف سنة، وبعدها عاد إلى الكويت ودرّس في دور القرآن التابعة لوزارة الأوقاف.
يعد الفقيد من مؤسسي زكاة العلبان عام 1974م، ترأس لجنة زكاة كيفان ولجنة العمل الخارجي في جمعية النجاة الخيرية.
نعاه د. عبدالمحسن الخرافي، قائلاً: نحتسب عند الله تعالى أحد الدعاة المخلصين الكرام، وأحد القياديين في العمل الخيري الكويتي الذي توفي بعد مسيرة عطاء خيرية طويلة.
ويضيف الخرافي: رغم تقدم أعمارنا الحالية، فإننا في فتوتنا وبداية شبابنا فتحنا أعيننا على المساجد والدروس والعمل الخيري، فوجدناه إمامنا في مساجد الكويت عامة وبشكل خاص في مسجد راشد العلبان في منطقة كيفان في لجنة الزكاة الفعالة في دورها الخيري والاجتماعي الجميل المسماة بلجنة زكاة كيفان، ومنذ ذلك الوقت ولأكثر من نصف قرن من الزمان وإلى آخر لحظة من حياته رحمه الله تعالى وهو يؤدي دوره الديني وواجبه الدعوي وإنجازه الخيري.
ويتابع: قد كنت أغير طريقي لألقي عليه السلام والتحية حين يقدر الله لنا أن نلتقي في مسجد أحمد العبدالله الصقر بالشامية حيث كان يأتي إلى الصلاة مبكراً ويجلس رحمه الله تعالى في أقصى الجهة اليمنى من المسجد.
ويذكر د. الخرافي أنه لسنوات طوال بلغت ثلث قرن من الزمان وهو يخطب الجمعة والعيدين في مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ويشير إلى أن الفقيد كان شديداً في الحق، وقد حفظه الله وتعالى من كيد قوات الاحتلال، حيث شنع عليهم وأغلظ القول فيهم في خطبة يوم الجمعة ثاني أيام الاحتلال قبل أن ينتشروا في المناطق السكنية.
وعن سماته، يقول د. الخرافي: كان رحمه الله تعالى دمث الأخلاق، متواضعاً، حسن المعشر، متواصلًا مع الجمهور الكريم ويحظى بثقتهم فلا يجد عناء لتسويق مشاريعه الخيرية عندهم.
ويكمل قائلاً: قد كان آخر عهدي به رحمه الله سبحانه أنني صليت الجمعة في مسجد المطير في ضاحية عبدالله السالم لكي ألتقي بعد صلاة الجمعة بخطيب المسجد الأخ الفاضل الشيخ د. وليد المنيس لأهديه آخر كتبي، فسمعت الشيخ عود الخميس عبر الميكروفون في المنطقة المقابلة لنا في الشامية وهو يخطب الجمعة في مسجد أبي بكر الصديق، وكعادته بصوت جهوري حماسي ينطلق من إخلاصه وحُرقته على أوضاع أمته وتمسكها بدينها.
ويضيف: لعله من علامات الرضا والقبول أنه أتم في يوم رحيله يوم الجمعة الثاني من ديسمبر فروضه ونوافله على السواء، ففضلاً عن أدائه فروضه وخطبته الجمعة يومها فقد كان يلقي خاطرة الفجر في إحدى ديوانيات منطقة خيطان عن فضائل سورة “الكهف”.
ويشير إلى أن الفقيد أحسن تربية أبنائه، ومنهم ابنه د. محمد الفزيع، المتخصص في الاقتصاد الإسلامي وحسابات الزكاة، ولعله خير خلف لخير سلف.
وقد وثق مسيرته الخيرية د. خالد الشطي، رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار)، ضمن برنامج “رواد الخير”.