“هندوس الشتات” ينقلون عداءهم للمسلمين من الهند لأمريكا وأوروبا

 

لم يكتف الحزب الهندوسي الحاكم بهاراتيا جاناتا بالتضييق على المسلمين والاعتداء عليهم داخل الهند عبر إطلاق عصاباته المسلحة المعروفة باسم “الهندوتفا”؛ أي “القومية الدينية الهندوسية”، لكنه اعتمد على ما يبدو خطة للاعتداء على المسلمين في العالم أيضاً.

منذ أغسطس 2022 ومع تزايد الوجود الهندوسي في الغرب وقع العديد من الاحتكاكات والاعتداءات من جانب هندوس على المسلمين في أمريكا وبريطانيا وبلدان أخرى.

وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في سبتمبر الماضي، أنه منذ وصول ناريندرا مودي وحزبه “بهاراتيا جاناتا” القومي اليميني إلى السلطة في الهند عام 2014، ابتُعثت حملة واسعة النطاق لحشد “هنود الشتات” من أجل مساندة حزب “بهاراتيا جاناتا”، لا سيما في بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، ووصل الأمر لاعتدائهم على مسلمي هذه البلدان.

وظهرت مئات الفروع التابعة لحزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم، وغيره من المنظمات، كمنظمة التطوع الهندوسي وفيشوا هندو باريشاد (VHP)، داخل عشرات الدول خلال الـ4 أو الـ5 عقود الماضية بفضل منظمة التطوع الوطني.

حيث تعمل تلك المنظمات بصورة منفصلة على المستوى الإداري، لكنها تقع جميعها في النهاية تحت مظلة منظمة التطوع الوطني.

عنف في أمريكا وبريطانيا

في 16 أغسطس الماضي، جلب الزعماء الهنود في بلدة إديسون في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، جرافة إلى المسيرة التي نظموها خلال الاحتفال السنوي بيوم الاستقلال الهندي داخل البلدة، لاستفزاز المسلمين حيث تحولت إلى رمز في الهند لهدم منازل ومحال المسلمين، ما أغضب مسلمي أمريكا الذين احتجوا على ذلك.

وأشار موقع “بي بي سي” إلى أن الجرافات ترمز إلى العداء للمسلمين وانتهاك العدالة في الهند.

وفي 28 أغسطس الماضي وقعت اشتباكات عنيفة بين الهندوس والمسلمين في مدينة ليستر البريطانية، عقب مباراة كريكت جمعت الهند وباكستان، تخللها ترديد شعارات مناهضة للمسلمين أمام المساجد وتحطيم سيارات واشتباكات مباشرة، وسط تواطؤ من الشرطة البريطانية.

في 17 سبتمبر الماضي، تكرر الاعتداء وخرجت مجموعة من الرجال الهندوس إلى شوارع مدينة ليستر، وهم يهتفون “جاي شري رام”، وهي تحية هندوسية عُرفت بأنها تستخدم لاستنفار عصابات ما يعرف بـ”الهندوتفا”، أي “القومية الهندوسية”، لحشدها للعنف ضد المسلمين في الهند.

ويربط كثيرون بين التوتر الذي يهز العلاقة بين مسلمين والهندوس في مدينة ليستر البريطانية مع تصاعُد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند منذ تولي رئيس الوزراء الهندي اليميني ناريندرا مودي الحكم.

زعيم هندوسي في منصب أمريكي  

وفي 14 أكتوبر الماضي، كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عينت أواخر سبتمبر الماضي عضوا متطرفا بارزا في منظمة مرتبطة بجماعة هندوسية عنصرية في الهند، في المجلس الاستشاري الأمني للأديان ما أثار غضب المسلمين.

ودق المسلمون الأمريكيون ناقوس الخطر بعد أن عُين أحد زعماء الهندوس المقيمين في الولايات المتحدة، في مجلس العلاقات بين الأديان التابع لوزارة الأمن الوطني الأمريكية هو تشاندرو أتشاريا، زعيم هندوسي متطرف، عضو في منظمة ترتبط بمجموعة في الهند تؤمن بالتفوق العنصري والديني للهندوس.

وقالت باحثة “الإسلاموفوبيا” المقيمة في واشنطن، موباشرا تازامال، لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني: إنه ليس من الواضح كيف يمكن الثقة في أشاريا لتنفيذ واجباته بحماية كل الطوائف الدينية، ما دام يرفض قبول نتائج تقرير اللجنة الأمريكية لحرية الأديان.

وشاندرو أشاريا عُين في مجلس الاستشاري الأديان التابع لوزارة الأمن الداخلي، لتقديم المشورة إلى الحكومة الأمريكية حول القضايا المحلية رغم أنه يعمل مديراً لمنظمة هندو سوايامسيفاك سانغ (HSS) (منظمة التطوع الهندوسي) في الولايات المتحدة، وهي جماعة دافعت مراراً عن سياسات رئيس الوزراء الهندي المتطرف ناريندرا مودي.

وقال رشيد أحمد، المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي الهندي الأمريكي، للموقع البريطاني: “كيف يمكن اعتبار عضو من جماعة تورطت منظمتها الأم في أعمال عنف ضد الأقليات الدينية، والهجوم على دور العبادة في الهند، بمثابة اختيار مناسب لهذا المنصب؟ من المؤسف أن وزارة الأمن الداخلي اختارت فرداً يمثل جماعة كراهية عنصرية”.

ويتألف المجلس الأمني الديني، التابع لوزارة الأمن الداخلي، من 25 عضواً، يشملون قادةً من مختلف الأديان وتشكل المجلس لتقديم المشورة إلى وزير الأمن الداخلي حول القضايا “المرتبطة بحماية دور العبادة، والجاهزية، وتعزيز التعاون مع المجتمع الديني.

Exit mobile version