4 اقتحامات جديدة لمصارف لبنانية في أقل من ساعة

شهد لبنان اليوم الثلاثاء 4 اقتحامات لمصارف خلال أقل من ساعة، نفذها مودعون يطالبون باسترداد أموالهم، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.

فقد اقتحم المودع الغاضب علي ديب الساحلي مصرفا في شرق لبنان للمطالبة بتحويل مبلغ لابنه المقيم في أوكرانيا، ضمن حلقة جديدة من حوادث مماثلة يقدم عليها مودعون يطالبون بأموالهم في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة.

وتعقب هذه الحالات 7 حوادث مماثلة الشهر الماضي؛ دفعت المصارف إلى إغلاق فروعها أسبوعا، قبل أن تعيد فتح أبوابها جزئيا وسط إجراءات أمنية مشددة، مستعينة بمجموعات خاصة لحراسة فروعها، إضافة إلى قوى الأمن، وبات أغلبها يستقبل الزبائن بناء على مواعيد مسبقة.

وكان الساحلي يحمل سلاحا لدى اقتحامه صباح اليوم فرع مصرف “بي إل سي” في مدينة شتورة في منطقة البقاع (شرق)، مطالبا بالحصول على وديعته التي تفوق قيمتها 24 ألف دولار، وفق ما أعلنته جمعية “صرخة المودعين”؛ وهي مبادرة مدنية تعنى بحقوق المودعين وتواكب تحركاتهم.

وقال حسن مغنية من الجمعية لوكالة الصحافة الفرنسية إن الساحلي (وهو متقاعد من قوى الأمن الداخلي وفي الخمسينيات من عمره) “سبق أن توجه إلى المصرف مرات عدة من أجل تحويل مبلغ مالي قدره 4430 دولارا بدل سكن وتعليم لابنه الذي يتابع دراسته في أوكرانيا”.

وأضاف “رفض المصرف منحه المبلغ، فأقدم على اقتحامه، ويحتجز رهائن داخله”.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن الساحلي أن ابنه طُرد من مسكنه لعدم سداده الإيجار، مما اضطره إلى عرض كليته للبيع لتأمين المبلغ المطلوب. وأكد رفضه الخروج من المصرف قبل حصوله على كامل وديعته.

وينظم أهالي الطلاب في الخارج مظاهرات دورية للمطالبة بالسماح لهم بتحويل مبالغ لأبنائهم.

وفي مدينة صور (جنوب)، اقتحم المودع علي حسن فرع بنك بيبلوس، وفق ما أفادت به جمعية “صرخة المودعين” مطالبا بسحب مدخراته البالغة 44 ألف دولار.

وقالت “جمعية المودعين”، وهي جمعية أخرى تناصر المودعين، إنه بعد مفاوضات مع البنك، وافق المودع على تسلم ما يساوي 9 آلاف دولار، التي سلمها لأحد أقاربه قبل احتجازه.

وفي طرابلس (شمال)، اقتحم عدد من موظفي شركة كهرباء قاديشا مصرف “إف إن بي”؛ احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام.

واعتصم مودع رابع في بنك إنتركونتيننتال لبنان بضاحية الحازمية في بيروت، قائلا إنه لن يغادر حتى يحصل على حق استعادة مدخراته بلا قيود، وفقا لجمعية “صرخة المودعين”. ولم يتضح حتى الآن إذا ما كان قد اقتحم البنك وهو مسلح.

وشهدت قاعات الانتظار في المصارف منذ بدء الأزمة المالية إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

وتحولت مودعة اقتحمت مصرفا الشهر الماضي -سعيا لدفع تكاليف علاج أختها المريضة بالسرطان- إلى “بطلة” حسب ما وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صورة تظهر فيها وهي تحمل مسدسا بينما تقف على مكتب أحد موظفي المصرف.

وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيودا مشددة على سحب الودائع، وتزايدت شيئا فشيئا، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرف في أموالهم، خاصة تلك المودعة بالدولار الأميركي أو تحويلها إلى الخارج.

وعلى وقع الأزمة التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، خسرت الليرة نحو 95% من قيمتها.

وتُعد الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان الأسوأ في تاريخه، وبات أكثر من 80% من سكان لبنان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30%.

Exit mobile version