ثورة إعلامية وبرلمانية ضد الدراما الرمضانية الهدامة

 

خرجت القنوات الفضائية عن الرسالة الثقافية التي أنشئت لأجلها وهي نشر الثقافة والانفتاح على الحضارات الأخرى، واتخذت نهجاً جديداً في التعاطي مع المشاهدين وهو التشويه المتعمد للمجتمعات العربية والإسلامية خاصة الخليجية.

ومن هذه المجتمعات التي تعرضت للتشويه المتعمد في الدراما –خاصة الرمضانية- المجتمع الكويتي المحافِظ من خلال تصوير الكويتيين مترفين ترفاً زائداً إلى درجة النعومة، وتصوير الأسرة الكويتية بالأسر المتفككة والمنحلة؛ فالأب يجري وراء ملذاته، والأم مشغولة بتوافه الأمور، تاركة بيتها وأبناءها؛ فالبنت لديها صديق بعلم العائلة، والابن يريد أن يسرق الأسرة.. إلى آخر هذه التشويهات التي يرفضها المجتمع الكويتي كله.

وقد تمثل هذا الرفض في تصريحات ومواقف عدد من الإعلاميين والسياسيين والبرلمانيين؛ حيث أكد الإعلامي سامي العنزي أن الهجوم على العادات الكويتية والقيم الإسلامية الأصيلة والتراث الراقي متوقع من قبل هذه الفئة التي كانت تحاول جاهدة على مر العصور أن تهيئ الشعوب لتقبل أفكارهم، مشيراً إلى أنه كانت هناك تحذيرات على مر السنوات من بعض وسائل الإعلام التي تريد أن تهدم القيم الإسلامية من خلال ترسيخ ثقافات معينة في نفوس الأجيال، وذلك بحرفية ودقة إعلامية عالية.

وأوضح العنزي، في تصريحات لـ«المجتمع»، أن التغيير الذي نعيشه اليوم في تقبل البعض لقضايا لا تمت للعادات الكويتية الأصيلة جاء بسبب بض التراكمات، بالإضافة إلى عامل الوقت والنتيجة والزمن الذي يسعى القائمون على هذا الإعلام لتمهيد أرضية لهم لبث ما يريدون، مع حرصهم أن نصبح جهالاً بما يدور خلف الكواليس.

وبيَّن الإعلامي الكويتي أن هذا الإعلام بالفعل نجح في برمجة العقول من خلال جهلنا به؛ حيث عمل خلال فترات طويلة في البرمجة التراكمية من خلال الحرب على الأخلاق والعادات والتقاليد والقيم الإسلامية، لكن بطريقة فنية عالية؛ فهو لا يحارب بغلظة أو بشدة، وإنما يبدأ بأمور بسيطة، يقوم بترسيخها في أذهان الأجيال عن طريق البرمجة التراكمية حتى يصل إلى ما يريد، ومن ينتقد هذه الأمور يهاجم من قبل الأيدي الخفية، ويتهم بأنه يهتم بقشور الأمور ولا يهتم قضايا الأمة الكبرى؛ بل إن هناك من يدعو إلى عدم النظر إلى مثل هذه الأمور أساساً، والنظر للقضايا الكبرى، وبالتالي يتم ترسيخ هذه الأمور في أذهان الأجيال إلى أن يصبح الأمر مألوفاً.

وأضاف العنزي أن نظرة الإسلاميين إلى الإعلام لم تكن بالقوة المطلوبة؛ لذلك تجد الإعلام الذي يهاجم القيم الآن يجني ثماره؛ بل أصبح أكثر جرأة من ذي قبل؛ ففي الوقت الذي لم يكن هناك خلاف على حجاب المرأة أصبح الآن يطرح على أنه محل خلاف، ولم يكن يجرؤ على ذكر اسم «إسرائيل»، الآن يتم تداولها بصورة طبيعية.. وغيرها من القضايا الشبيهة.

إسفاف وانحدار

من جانبه، وصف الخبير الدستوري أ.د. محمد المقاطع هذه المسلسلات بأنها «إسفاف ولقطات مخلة وحوارات هابطة»، مشيراً إلى أن القائمين عليها لم يراعوا حرمة شهر رمضان، مطالباً بضرورة محاسبة الوزير على ما يقدم على شاشات التلفزيون.

أما الكاتب الصحفي عبدالعزيز الفضلي، فأكد أن هذه الأعمال مليئة بالإسفاف والانحدار الأخلاقي، وتعمل على هدم دِين مجتمعاتنا الخليجية المحافظة وقيمها وأخلاقها، مستشهداً بمسلسل «من شارع الهرم إلى..»، الذي وصفه بأنه يقدم صورة سيئة جداً وغير واقعية للمجتمع الكويتي، ففيه دعوة إلى الدياثة، وعدم الغيرة على المحارم، ويشجع الانحلال الخلقي، ويروّج للشذوذ.

وفي هذا السياق، أثنى الفضلي على رد الفعل الكبير ضد هذا المسلسل على المستوى الرسمي أو الشعبي، قائلاً: فكم سعدنا بتصريح وكيل وزارة الإعلام سعود الخالدي، الذي بيّن أن الوزارة ستتخذ الإجراءات لمحاسبة كل من شارك في العمل من موظفي الوزارة، وأنها لن تتعاقد أو تستضيف مستقبلاً أي شخص ممن شارك في هذا المسلسل.

وعلى صعيد التحركات الحكومية، رفعت وزارة الإعلام قضية ضد هذا المسلسل بسبب المستوى الهابط، هذا وقد دأبت قناة «mbc” على بث المسلسلات التي تسيء للمجتمعات الخليجية عموماً والكويتية خصوصاً حيث قدمت في السابق مسلسل “أم هارون”، الذي مهد لعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني شعبياً، وصور اليهود بالمظلومين الذين يعانون من الاضطهاد، وكذلك عُرض هذا العام الجزء الثالث من مسلسل “العاصوف” الذي حاول تشويه صورة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، وتصويرهم بالقتلة، وتشويه المتدينين على أنهم أصحاب مصالح.

تفاعلات برلمانية

وعلى صعيد التحركات البرلمانية، أعلن النائب حمد المطر توجيهه عدة أسئلة حول الأعمال الفنية الهابطة لوزير الإعلام والثقافة، وقال المطر: أثق أن المجتمع الكويتي والخليجي قادر على مواجهة موجات التغريب التي أطلت برأسها من جديد عبر نافذة المسلسلات الرمضانية، تحاول عبثاً هزّ قيمنا والتشكيك في ثوابتنا، لكنه استدرك قائلاً: كما تكسرت موجاتهم من قبل ستخيب هذه المرة، ‏وعلى وزير الإعلام دور مطلوب وعلينا كذلك المراقبة.

‏فيما طالب النائب أسامة الشاهين وزير الإعلام والثقافة بإنزال أقسى العقوبات المتاحة على هذه الأعمال الهابطة المسيئة للمرأة والأسرة الكويتية المسلمة.

كما ألقى النائب فايز الجمهور المسؤولية السياسية على وزير الإعلام، وطالبه بالحفاظ على سمعة الكويت وشعبها، والقيام ‏بوضع ضوابط صارمة في أي مسلسل يتكلم عن دين وعادات شعب الكويت.

وعلق النائب شعيب المويزري، قائلاً: «هناك فرق واضح لا لبس فيه بين الحرية والفن الهادف وانعدام الشرف، ‏وهناك من يسعى في المسلسلات وبعض البرامج إلى ضرب المجتمع الكويتي وثوابته الشرعية، وتشويه سمعته، وعلى وزير الإعلام محاسبة كل من له علاقة بهذه المسلسلات القذرة، والإعلان رسمياً عن أسمائهم وجنسياتهم.

Exit mobile version