تطرق شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، في حديثه الرمضاني اليومي عن الأسماء الحسنى، إلى من يحاربون الإسلام والقرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في سياق تناوله لاسمي الجلالة: الخافض الرافع.
وذكر أن آثار الاسمين تظهر على مستوى المحسوس والمعقول، كما يقولون في المكان والمكانة، فهناك رفع وخفض من الله على مستوى المحسوس والمعقول (المكان والمكانة)، وضرب فضيلته أمثلة لذلك؛ فالرفع في المكان مثل رفع الله للعرش والسماء وخفض الأرض، هذا في إطار المحسوسات، وكذلك رفع الأنبياء كسيدنا عيسى عليه السلام، قال تعالى: (بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ) (النساء: 158)، وكذلك سيدنا إدريس عليه السلام، قال تعالى: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) (مريم: 57)، وكذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فقد رفعه الله ببدنه في حادث المعراج إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام، ورفعه الله تعالى إلى سدرة المنتهى، وهي مكانة لم يصل إليها مخلوق آخر، حيث كلمه الله بشكل مباشر دون واسطة أو ملك يسمع الكلام وينقله، كما حدث في نقل القرآن بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام.
ورد فضيلة الإمام الأكبر على من يشكك في حادثة المعراج أن يقولوا: أين سدرة المنتهى في الأرض؟! وأين جنة المأوى في الأرض؟! مؤكدًا أن حادثة المعراج من وجهة نظر العلم ممكنة، بعدما كانت تستبعد منذ قرن أو قرنين، حيث يستطيع الإنسان اليوم أن يتصل بكل أقطاب الأرض من خلال موبايل أو هاتف محمول، وقد نسمع مستقبلًا أن الإنسان استطاع أن يتواصل مع شخص ما على كوكب المريخ.
وتعجب فضيلة الإمام الأكبر ممن يستهدفون القرآن الكريم بالتشويه والتشكيك دون غيره من الكتب السماوية، قائلاً: “طبعاً ممنوع الكلام عن الإنجيل وممنوع الكلام عن التوراة أو الكتاب المقدس”، وطالب أن يكون هناك قليل من الاحترام لعقائد الناس والكتب المقدسة، ورأى فضيلته أن التشكيك في المعراج، والهجوم على القرآن والنبي أمر مدبَّر!
وطالب فضيلة الإمام الأكبر الشباب بعدم التعرض للبرامج التي تنال من الشرع الحنيف، وتخوض بغير علم في معتقدات الناس، والتحول إلى قنوات أخرى، موضحًا أن الهدف هو التعريض بمعتقداتهم، وأن هناك في الغرب جهات ممولة لهذا الأمر بهدف إضعاف الشرق وإضعاف العالم العربي والمسلمين -وهنا لا أعمم على الجميع- لذا فهم يعلمون جيدًا أن القرآن الكريم مصدر القوة، وهناك جهات سياسية مرتبطة بتلك البرامج من أجل ضرب مصادر القوة عند المسلمين في الشرق، لافتاً إلى أن من يحتاج لمعرفة الكثير يقرأ الكتب المترجمة منهم أنفسهم، فالمقصود في كل الأحوال هو بلبلة الناس، وشغلهم وصرفهم عما ينفعهم ويفيدهم.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت تطاولاً وتشكيكاً في الإسراء والمعراج، واستهانة بالقرآن الكريم من بعض الصحفيين الشيوعيين والكتَّاب والليبراليين على القنوات والمواقع التي تمولها جهات أجنبية ومحلية معادية للإسلام والمسلمين، وقد تصدى لهم علماء الإسلام ودعاته.