تصريحات غريبة لشيخ الأزهر حول التوراة والإنجيل تثير جدلاً كبيراً في مصر!

 

نشرت صحيفة “صوت الأزهر”، ونقلت عنها الصحف والمواقع تصريحات وصفها بعضهم بأنها فتوى تاريخية عن وجوب الطهارة عند لمس التوراة والإنجيل، وقالت صحيفة “الشروق” المصرية، في 20 أبريل الجاري، نقلاً عن فضيلة  شيخ الأزهر الشيخ د. أحمد الطيب: «نقرأ في القرآن ما يدل أن الإنجيل مؤيد للتوراة، والقرآن مؤيد للإنجيل والتوراة»، مشيراً إلى أن فقهاء المسلمين يرون أنه لا يجوز للمسلمة أو المسلم لمس القرآن على غير طهارة، وذلك الأمر ينطبق على لمس الإنجيل والتوراة، فيجب عدم لمسهما إذا كان المسلم على غير طهارة، نظراً لأصل التوراة والإنجيل الذي أنزله الله تبارك وتعالى على عيسى ابن مريم، حسب قوله.

وجاء هذا التصريح في سياق وصف فيه شيخ الأزهر ما يحدث في بعض القرى والنجوع بالمُضايقات عند بناء أي كنيسة، ورأى أن ذلك ميراث عادات وتقاليد تناقلته الناس، وليس له أصل في الإسلام؛ قائلًا: أنا من الذين يرون أن بناء مسجد أمام كنيسة، هو نوع من التضييق على المسيحيين، والإسلام نهانا عن هذه المضايقات: «ولا تضيقوا عليهم ولا تضايقوهم»؛ وأضاف شيخ الأزهر: كذلك أنا ضد بناء كنيسة أمام مسجد، لأن هذا الأمر أيضا يُزعج المسلمين، وهو نوع من الإيذاء والتضييق، ولمن يأتون بهذه الأفعال أقول: أرض الله واسعة، فلتبن المساجد بعيداً عن الكنائس، ولتبن الكنائس بعيداً عن المساجد؛ لأنه ليس مطلوبًا مني كمسلم أن أغلق الكنيسة، وأطفئ أنوارها، وأمنع الصلاة فيها، بل المطلوب مني أنه لو تعرضت الكنيسة لاعتداء يجب عليّ كمسلم أن أدافع عنها.

وأضاف شيخ الأزهر أن التضييق على غير المسلمين في مأكلهم ومشربهم بنهار رمضان بدعوى الصيام سخف؛ لا يليق ولا يمت للإسلام من قريب أو بعيد.

وقد أثارت هذه التصريحات لغطاً كبيراً، وفسرها العلمانيون الموالون للنظام والكنيسة بأنها بداية تراجع الأزهر عن موقفه من تجديد الخطاب الديني، وكتب بعضهم أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، وصوروا الأمر أن شيخ الأزهر غيَّر مواقفه لصالح النظام الذي يرى ملياراً و600 مليون مسلم يعادون العالم ويريدون قتل 7 مليارات!

وقد اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي التي لا يتاح للمسلمين إلا من خلالها برفض هذه التصريحات، وتذكير شيخ الأزهر بالتضييق على المسلمين بإغلاق المساجد ومنع صلاة التهجد والاعتكاف، وتحديد مدة زمنية قصيرة لصلاة التراويح، ومنع التكبير في صلاة العيد، ومنع الأطفال من حضور الجمعة والعيد مع آبائهم!

وقال بعضهم: إن أتباع التوراة والإنجيل لا يغتسلون من الجنابة، ومع ذلك يلمسونهما، فلماذا يفرض على المسلمين الطهارة عند لمسهما؟ وتساءل بعضهم: هل التوراة والإنجيل الحاليان وقد حرفهما أتباعهما يفرضان الطهارة على المسلمين عند مسهما؟

وقال د. إبراهيم عوض، الأستاذ بجامعة عين شمس على صفحته: ما هذا الكلام يا فضيلة الشيخ؟ القرآن المجيد نفسه مختلف حول مسّه على غير طهارة، فكيف تحرم على المسلم مس التوراة والإنجيل إلا بطهارة؟ وهذا إن كان التوراة والإنجيل موجودين الآن؟ إذ الموجود هو العهد القديم والعهد الحديث، وهما غير التوراة والإنجيل كما يعرف الجميع، وهل الكتاب الذي يقول: إن الله كان يتمشى في الجنة عندما هبت ريح النهار وأخذ ينادي على آدم: أين هو؟ والذي يقول: إن يعقوب دخل في مصارعة مع الله طوال الليل وكتفه تكتيفة صعبة، وإن هارون هو صانع العجل، وإن لوطاً زنا ببنتيه وهو سكران، وإن داود زنا بزوجة قائده وخطط لقتل زوجها ثم تزوجها وأنجبت له سليمان.. إلخ، هل الكتاب الذي يضم كل هذه العجائب الفاضحة يشترط على المسلم التطهر قبل لمسه؟ وهذا إن كان اليهود والنصارى لا يمسون كتابيهما إلا بطهارة، عجايب!”.

يلاحظ أن الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الرسمية وغيرها التي لا تسمح بعرض آراء المسلمين، تقود حملة هذه الأيام للتقرب إلى الطائفة المدللة، وتملق قيادتها، واتهام المسلمين بالتعصب والتضييق عليها، ويتجاهلون أن الطائفة تخالف القانون وتبني مئات الكنائس دون تصريح من الجهات المختصة، في الوقت الذي لا يستطيع المسلم أن يبني عشة إلا بترخيص من الإدارة المحلية!

Exit mobile version