ما الحكمة من التدافع بين الحق والباطل؟

 

إن الدنيا دار صراع بين الحق والباطل، ولو توقف الصراع بين حزب الله وحزب الشيطان لفسدت الأرض، لأن التوقف يعني هزيمة أحد الحزبين.

فالحكمة من خلقنا هي التدافع، لأنه في حال هُزم حزب الله -الممثل للحق- فهذا يعني نشر الفساد وإغضاب الله جل جلاله، ويحق فيهم سخطه، وفي حال فوز أهل الحق يعني أنهم نجحوا في الاختبار وبقي الانتقال للدار الآخرة.

والإنسان منذ ولادته بحاجة إلى الموجه له حتى يبلغ مرحلة الإدراك، وعندها يقع الأمر على موجهه، فإما أن يلحقه بطريق الحق أو طريق الباطل، وهي فتنة يبلى بها الإنسان، وكل ميسر لما خلق له.

إنّ الله ميز الإنسان عن الملائكة والحيوانات، لأن الملائكة ميزهم الله بالتكاليف ولم يمتحنهم بالشهوات، وسلط الله على الحيوانات الشهوات ولم يكلفها بالتكاليف، وجعل الإنسان بينهما حيث أعطاه خاصية الملائكة وهي التكاليف، كما ميزه بالشهوات، فإن هو أدى التكاليف ولم يتبع الشهوات فهو في مرتبة الملائكة، وإن هو اتبع الشهوات ولم يقم بالتكاليف فهو في مرتبة الحيوانات، بل إنه أقل منها لأنه مميز عنها بالعقل.

قسما الهداية

الأول: هداية إرشاد، والآخر: هداية توفيق، وهداية الإرشاد كما جاء في الآية التي تروي حال قوم ثمود: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) (فصلت: 17)، وأما هداية التوفيق فهي ما يسأل المسلم ربه في كل صلاة: “اهدنا الصراط المستقيم”.

والله أعطى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هداية الإرشاد كما في الآية: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {52} صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) (الشورى)، ورفع عنه القدرة على الهداية بالتوفيق: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص: 56).

 

 

 

 

__________________________

المصدر: موقع “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.

Exit mobile version