قال رئيس مجلس مسلمي أوكرانيا سيران عريفوف: إن المسلمين في بلاده -وإن كانوا يشكّلون أقلية- يعيشون في أكثر المناطق تضررًا من العدوان الروسي، الذي تمثلت أحدث فصوله في الحرب الدائرة منذ 24 فبراير الماضي، وإن أغلبهم اضطر إلى النزوح.
وأضاف، في مقابلة مع “الجزيرة مباشر”، مساء أمس السبت: يعاني مسلمو أوكرانيا الذين خرجوا إلى الدول المجاورة من صعوبات في التعامل معهم، ومنهم من نزح غربًا ليكون في مأمن -ولو بصورة نسبية- من الهجمات الروسية على الشرق والجنوب.
وتابع: يبلغ عدد مسلمي أوكرانيا نحو مليون ونصف المليون، يتوزع مليون منهم في كييف والمناطق الشرقية والجنوبية، ويعاني نصف مليون مسلم منذ عام 2014 من الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، التي هي أرض المسلمين بالأساس.
وتطرّق عريفوف إلى مشكلات تواجه المسلمين في شبه جزيرة القرم، من بينها التضييق عليهم في أداء الشعائر واستهداف الناشطين المعارضين لروسيا.
وقال: عارض المسلمون الاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، ولم يشاركوا في الاستفتاء الذي أجرته موسكو، مما أدى إلى محاولات روسية لإجبار هؤلاء المسلمين على الاعتراف بأنهم جزء من روسيا، وقد اختُطف عشرات المسلمين الناشطين والمعارضين لروسيا، ثم عُثر على بعضهم مقتولًا وعلى جسده آثار تعذيب، وبعضهم لم يظهر له أثر منذ 6 سنوات.
وأشار رئيس مجلس مسلمي أوكرانيا إلى نزوح عدد كبير من سكان كييف باتجاه الغرب فرارًا من الحرب الروسية على بلادهم، فضلًا عن اللجوء إلى عدد من الدول الأوروبية، متوجهًا بالشكر للحكومة الأوكرانية لعدم تفرقتها بين المسلمين وغيرهم في إجراءات النزوح والتنقل.
وأوضح عريفوف أن الأحوال في أوكرانيا صعبة بشكل عام، نظرًا لحرب روسيا عليها التي دخلت شهرها الثاني.
وتابع: يوجد نقص نسبي في الغذاء والدواء، وإن كانت الحكومة وبعض الجمعيات التطوعية ومؤسسات إغاثية تحاول إمداد العاصمة كييف باحتياجاتها الأساسية.
وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشدّدة على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتزام الحياد التام، وهو ما تعدّه كييف “تدخلًا في سيادتها”.