من إيطاليا إلى فرنسا.. هل انتقلت «الإسلاموفوبيا» إلى ملاعب كرة القدم؟!

في لفتة إنسانية لاقت تفاعلاً واسعاً، منح لاعب نادي فيورنتينا الإيطالي لوكا رانبيري زميله في صفوف الفريق اللاعب المغربي سفيان أمرابط فرصة للإفطار عندما سقط على أرضية الملعب ليوقف الحكم المباراة، مطالباً بالتدخل الطبي، ما سمح للمغربي بكسر صيامه.

تصرف رانبيري الذي نهض بعدما تناول زميله إفطاراً سريعاً، جاء خلال مباراة فريقهما ضد إنتر ميلان، لفت إلى تجاهل الاتحاد الإيطالي لكرة القدم توجيه تعليمات للحكام بإيقاف المباريات التي تتزامن مع وقت أذان المغرب لمنح اللاعبين المسلمين فرصة لكسر صيامهم.

فرنسا.. إجبار على الإفطار

أما في فرنسا، فالوضع أكثر من مجرد تجاهل اللاعبين الصائمين خلال المباريات وقت المغرب، بعد تجاوزه إلى مطالبة وإجبار اللاعبين المسلمين على تأجيل الصيام بحسب ما نشرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية، في 23 مارس الماضي، تحت عنوان «لاعبو منتخب فرنسا المسلمون مجبرون على تأجيل صيام رمضان».

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي نشر قبل يومين من بداية شهر رمضان: بينما يبدأ شهر رمضان لدى المسلمين الخميس، ويتطلب منهم الصوم خلال النهار، يجب على اللاعبين الفرنسيين تأجيل صيامهم لبضعة أيام.

الصحفي الاستقصائي الفرنسي رومان مولينا كشف، في مقطع فيديو نشره على «يوتيوب»، أن الأمر وصل إلى حد إجبار اللاعبين على الإفطار، من خلال الاستعانة بأحد الأشخاص من طاقم الأمن لممارسة الضغط على اللاعبين خاصة صغار السن لتجنب الصوم بحجة أن صوم رمضان ليس واجباً. 

وكشف الصحفي مولينا أنه لا أحد يصوم داخل مركز «كليرفونتين» المخصص لتحضير المنتخبات الفرنسية، ويشير إلى أن هذه الأمور لم تحصل سابقاً على مستوى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وكانت قاصرة فقط على بعض الأندية الصغيرة، بينما أصبحت تعبر عن توجه عام، ولفت إلى أن من يصوم من اللاعبين المسلمين مهدد بعدم المشاركة في صفوف المنتخب الفرنسي.

قرار رسمي بمنع وقف المباريات

الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أعلن رفضه وقف المباريات التي تتزامن مع وقت المغرب لمنح اللاعبين الصائمين فرصة للإفطار، وبحسب صحف فرنسية، أرسل الاتحاد عبر لجنة الحكام الفيدرالية رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الحكام تحظر وقف المباريات للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار، بحجة حياد كرة القدم.

ونصت الرسالة على أن الاتحاد هو مؤسسة عامة مكلفة من قبل الدولة بالدفاع عن قيم الجمهورية الفرنسية، وأنه يُحظر خلال المسابقات أي خطاب أو عرض أي أمر ذي طبيعة سياسية أو أيديولوجية أو دينية، فملعب كرة القدم ليس ساحة للتعبير عن الأفكار، كما تضمنت الرسالة تهديداً لمن لا يلتزم بهذه التعليمات أنه سيخضع لإجراءات تأديبية.

تشيلسي.. نقطة مضيئة

بالتزامن مع هذه الإجراءات في فرنسا، وتجاهل وقت المغرب في إيطاليا، يقيم نادي تشيلسي الإنجليزي إفطاراً جماعياً للجالية المسلمة في المدينة على ملعب «ستامفورد بريدج» للمرة الأولى في تاريخه خلال شهر رمضان، وتحظى صور الإفطار بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي وإشادة من الجمهور المسلم.

Exit mobile version