منهجية الإصلاح المعرفي عند الشيخ مصطفى صبري

 طرح “مصطفى صبري” مجموعة من “الأسس المعرفية” التي تمثل جانباً أساسياً للإصلاح المعرفي عنده، وهذه الأسس هي:

   وفي هذا الاتجاه – أيضاً – حذر من استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية (التي كانت تكتب بها اللغة التركية) حيث رأى في ذلك تهديداً للهوية الإسلامية والتاريخ الإسلامي بما يضر الشخصية التركية المسلمة التي تنشأ في ضوء هذا التبدل منقطعة الصلة عن ثقافتها وتاريخها الإسلامي، “ولير الترك الحديث من أراد أن يرى قوماً لا تاريخ لهم”([2]).

حذر من استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية ورأى في ذلك تهديداً للهوية الإسلامية والتاريخ الإسلامي

     ونفى “مصطفى صبري” أن تكون حركات التجديد الموجودة هي المقصودة في حديث النبي r “إن الله يبعث لهذه الأمة رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها” كون المعنى الذي يقصده العصريون من التجديد لا يتحد مع التجديد المذكور في الحديث – إن الإسلام لم يمدح التجديد في الدين قدر ما ذم البدعة فيه وحذر منها “كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”. على أن أكثر ما رأينا من التجديد فإنما العامل فيه التقليد وكم فرق بين التقليد والتجديد”. ([6]) وقد سمَّى أصحاب هذا الاتجاه في كتاباته بـ”الطائفة العصرية” و”المتفرنجون” و”المجددون” و”العصريون”، وبناء على هذا النهج انتقد الشيخ بشدة التفسيرات “العلمية” التي قدمت من أصحاب هذا التيار لبعض العقائد الدينية كما جاء عند محمد فريد وجدي في “السيرة النبوية تحت ضوء العلم والفلسفة”.

رأى أن المسلمين أنفسهم في حاجة إلى الإصلاح وأساس مرضهم ضعف القلب الناشئ من ضعف الدين

   ويتساءل حول ضرورة إحياء علم الكلام بقوله “فهل للخلف من المسلمين بعد اتصالهم بفلسفة الغرب كسب للإسلام يستحق أن يسمى علماً مدوناً يستطيع أن يصارع به حتى نفس تلك الفلسفة كما استطاع السلف مصارعة فلسفة اليونان في علم الكلام، حتى ولا شعبة من العلم المدون أو مسألة واحدة من المسائل العلمية تكون سلاحاً في أيدينا ندافع به عن ديننا عند الحاجة أو نصل إلى حقيقة من الحقائق العالية؟”([9]). كما أنه اعتبر رواج علم الكلام مؤشر لقوة الإسلام.  

القضايا التي لا يقبلها المنطق لا تكون علمية، فكيف تتسم بالعلمية وهي غير منطقية

يتبع إن شاء الله

 

([1])عمار جيدل: “رائد الفكر الإسلامي الحديث: شيخ الإسلام مصطفى صبري”، مجلة حـراء، العدد الخامس، 2006م.

([2]) مصطفى صبري: موقف العقل والعلم، جـ4، ص346.

([3]) المرجع السابق، جـ1، ص13.

([4]) المرجع السابق، ص14.

([5])رضوان جودت زيادة: سؤال التجديد في الخطاب الإسلامي المعاصر، ص46.

([6])مصطفى صبري: موقف البشر تحت سلطان القدر، ص7.

([7])المرجع السابق، ص232.

([8]) صبري، مصطفى. موقف العقل والعلم، ج1، ص122.

([9])المرجع السابق، ج2، ص113.

([10]) مصطفى صبري: موقف العقل والعلم، ج1، ص205.

Exit mobile version